السبت، 22 فبراير 2014

أهلى فى الجنوب هل تقبلوننى وسيطا بينكم؟


أهلى فى الجنوب هل تقبلوننى وسيطا بينكم؟
كان جنوبيا هواها 
الخلاف المؤسف والمحزن الذى أندلع فى الجنوب قبل عدة أشهر ولا زال مستمرا وبالأمس القريب حملت الأخبار قتل أكثر من 150 جندى، هو اغرب خلاف من نوعه، فالحق ليس فيه حقا كاملا والباطل فيه ليس باطلا  كاملا .. ولا يستطيع كائن من كان مهما بلغت به الحصافه أن يحدد بصورة قطعيه  الطرف المخطئ من المصيب ولا يمكن أن تنطفئ نيران الأزمه بصورة حاسمة حتى لو انتهى القتال بانتصار طرف على الآخر، لأن المشكله أعقد وأكبر من أن يتخيلها انسان ومن أن يحسمها انتصار تحققة فوهات البنادق بدلا من طاولة المفاوضات والجلوس فيها بنية صادقه وعقل سليم وقلب مفتوح من الجانبين .. والتوافق من جديد يحتاج الى تنازلات واجراءات معقده أشبه بعملية خطيره تجرى من دون (بنج).
وكلما اخشاه أن تتسع دائرة هذا الصراع وتتفاقم يوما بعد يوم وأن يتدخل المستفيدون منه اذا لم يكونوا قد تدخلوا بعد .. وللأسف حتى الآن لم الاحظ مبادرة جادة وواقعيه تحتويه وتجد له حلا يمنع انفجاره فى المستقبل، فدولتنا (السودانيه) الشماليه الأقرب للدوله الوليده والأكثر فهما لأهلها فى ظل النظام الخائب الفاشل غير القادر على حل مشاكله القائمه هناك، سعيد ومبسوط لما جرى فى الجنوب وأن اظهر خلاف ذلك وكأنه يعكس صورة حقيقيه لقول الشاعر:
اذا رايت نيوب الليث بارزة
فلا تظنن أن الليث يبتسم.
وللأسف اخواننا فى الجنوب من الطرفين لا يدركون هذا ويتعاملون معه بالثقافه (الأفريقيه) المتسامحه والنقية التى لا تعرف المكر والنفاق ويظنون في نظام (الخرطوم) خيرا أكثر مما يستحق وأكثر مما عرفوا منه ولا زال يعرف منه أخوانهم فى الشمال.
والمجتمع الدولى تهمه مصالحه واجندته قبل الجوانب الأنسانيه، ولولا ذلك لما تخلى عن الجنوب ووقف متفرجا وتركه وحيدا يوم أن حاصره الشمال المحكوم بنظام (الأخوان المسلمين)، ومنعه من تصدير نفطه من اجل خنقه وقتله وفرض اجندته عليه.
اتمزق فى كل يوم حينما ارى الآف الجنوبيين يولون وجوههم نحو جهات عديده هربا من الموت والحرب وما خلفته من آثار ومن بين الجهات التى يهربون اليها  (شمالنا) الذى اهانهم وأذلهم ومارس فيهم اقبح الأفعال خاصة خلال الفتره التى تلت ظهور نتيجة الأستفتاء بنسبة زادت عن 98% لصالح (الأنفصال) وكلنا نتذكر حديث (الحقنه) الخائب المخجل وغيره من تصريحات لا تصدر من سياسى (مبتدئ)، وكنت اتمنى أن يأتى الجنوبيين للشمال فى ظروف عاديه وفى وقت تكون فيه الأراضى الشماليه مفتوحة امامهم دون شرط أو قيد فهم فى النهايه سودانيين (اصلاء) لا يمكن أن تغلق امامهم اراضى السودان المفتوحة للأجانب، لكن أن يعودوا للسودان (الشمالى) - وشخصى الضعيف جزء منه - بسبب ما يدور من احداث، فيصبح حالهم كالمستجير بالرمضاء من النار، فهذا سوف يقابل من النظام اللئيم فى الخرطوم بالكثير من الأستغلال والسخريه والأستفزاز وسوف يشعر قادة النظام وكأنهم (انتصروا) لأنفسهم ولمشروعهم (الظلامى) وأنهم كانوا على الحق فى حربهم الطويله ضد الجنوب .. وسوف يتم استغلال اؤلئك النازحين (المضطرين) استغلالا بشعا فى المستقبل، اذا لم يسقط هذا النظام ويذهب لمزبلة التاريخ كما نتمنى ونتوقع .. واذا لم يدرك (الجنوبيون) كلهم من هدا الجانب أو داك خطورة ما يمكن أن يحدث ويسعوا لتقديم كآفة التنازلات من أجل التوصل لحل، حتى لا تلعنهم اجيال المستقبل كما لعنت أجيال اليوم كآفة ساسة الشمال الذين هيمنوا على السلطه منذ الأستقلال وحتى اليوم ولم يقدموا لوطنهم غير الفرقة والشتات.
على كل وأنا العبد (الفقير) المتواضع المعرفه، لدى مقترحات محدده لا يمكن نشرها على الهواء الطلق أرى انها تصلح كأرضية لحل الأزمه (الجنوبيه – الجنوبيه) بدلا من المماطله فيها والتسويف والتأخير وابطاء المنظمات الدوليه الوسيطه، التى تسمعها احيانا تعلن فى (برود) دم غريب عن اجتماع لحل كارثة وقعت فى منطقة من مناطق العالم، وحدد تاريخ لأنعقاد ذلك الأجتماع بعد شهر أو اسبوع، فى وقت يسقط فيها الاف القتلى كل يوم، بدلا من أن الأسراع واستخدام نعمة التكنولوجيا والأتصالات المتوفره لأنعقاد (الأجتماع) فى اقرب وقت لا يزيد عن يوم واحد أو ساعات محدوده، فهؤلاء الموظفين (الأمميين) والدوليين لا تهمهم كثيرا الأرواح التى تزهق والدماء التى تسيل، فهم يعيشون فى ابراج عاليه وفى بحبوبة من العيش ويحصلون على الآف بل ملايين الدولارات مقابل عملهم ذاك الذى ينجزونه بحسب ما تنص اللوائح والقوانين لا مراعاة للظروف (الأنسانيه) التى تقتضى العجله فى اتخاذ قرار يوقف جريان الدم وسقوط الاف الضحايا.
أعلم ان طلبى هذا لن يحظى بأستجابه ولن يجد الأهتمام، لكنى اؤمن بمبدأ يقول: "أن توقد شمعه افضل من أن تلعن الظلام".
وعسى ولعل ان يقع هذا الطلب فى يد من يبحث مخلصا عن الحل فيتفهمه .. والذى دفعنى لطرحه هو خشيتى من أن يستمر هذا الصراع ويتسع دون أن يحسم وأن تستمر تبعا لذلك الحرب لأكثر من 50 سنه كما حدث فى السودان (الكبير) وتحديدا بين الشمال والجنوب والتى تحولت بعد ذلك لتصبح بين (شماليه - شماليه)، مما أدى فى النهاية الى حتمية انفصال السودان الى جزئين واستقلال الجنوب نتيجة لعدم أستجابة النخب السياسيه الشماليه (الفاشله) لصوت العقل وعدم تفهمهم لما يمكن أن يحدث فى المستقبل لذلك لم تقدم تنازلات حقيقيه مهما كانت باهظه من أجل أن تتحقق وحده حقيقيه وسلام حقيقى.
تاج السر حسين
مواطن سودانى شمالى جلابى من المركز
جنوبى الهوى

هناك تعليق واحد: