الجمعة، 14 مارس 2014

بدون زعل المثقف المصرى محتاج أن يقرأ!

                                                                                


بدون زعل المثقف المصرى محتاج أن يقرأ!
مجموعة من المثقفين والسياسيين المصريين
مع نظام (البشير) بعد 25 يناير
نحاول فى السودان التخلص من نظام (الأخوان) الذى اباد حوالى 2 مليون و500 الف انسان فى جنوب السودان ودارفور اضافة الى عشرات الآلاف فى مناطق أخرى مثل جبال النوبه والنيل الأزرق ومناطق البجا والمناصير، ولم تسلم من جرائم القتل والتعذيب العاصمه الخرطوم، وجلدت حرائر السودان بالسياط بمئات الألاف لأسباب تافهه .. وشردت الخبرات السودانيه فى كآفة المجالات وتحولوا الى مهاجرين ومجنسين ولاجئين فى مختلف بلدان العالم .. وفصل الجنوب عن شماله، بسبب رفض النظام لدولة المواطنه والأصرار على الدوله (الدينيه) على الرغم من ان اتباعهم ومناصريهم لا يلتزمون بدين أو اخلاق، بل كانوا أكثر الفاسدين والناهبين للمال العام.

والمثقفون المصريون – بالطبع ليس كلهم – لا يشعرون بالخطر ولا يدركونه ولا يريدون أن يتعرفوا عليه لكى يتجنبوه لأنهم محظوظين بفضل من الله وبفضل الشهداء الشباب الدين ضحوا بارواحهم لكى لا يستمر نظام (الأخوان) لآربعة سنوات كانت سوف تمتد الى ربع قرن من الزمان كما حدث فى السودان وربما لخمسمائة سنه كما نقل عنهم، وليس ذلك الأمر بغريب عليهم، فقد وعدوا فى السودان بعد انقلاب 30 يونيو 1989 العسكرى (كامل الدسم) ، الا يسلموا السلطه الا (للمسيح)!

وحتى لا يزائد على أحد فى مصر .. اعترف بأنى قد حصلت على جزء من تعليمى على ايدى اساتذه مصريين اجلاء .. وأعترف بأن مصر فيها (متعلمين) كثر .. وفيها معلمين واساتذة جامعات واطباء ومهندسين ومحامين واعلاميين ... الخ.

لكن فى العصر الحديث لكى ترى "الأشياء هى الأشياء" ليس كافيا أن تنكفئ على نفسك وتكتفى بما يدور داخل بيتك ووطنك وأن تكون مجيدا فى مجالك ومتقنا لمهنتك (فقط) .. لابد أن تطلع على ما يدور فى دول العالم الأخرى وما لدى باقى الشعوب خاصة الذين تربطك بهم علاقة جوار ويتأثروا بك وتتأثر بهم شئت أم ابيت.

وليس كافيا أن تكون اعلاميا أو صحفيا مبدعا تسحر كلماتك من يقرأون لك، والأهم من ذلك أن تقرأ للآخرين وتتعرف على ما لديهم من مشاكل حتى تنأى بنفسك وبوطنك من تكرار مثلها.

الشاهد فى الأمر أن الذى دعانى لكتابة هذا الموضوع هو استغرابى وأندهاشى لدكتور مثل (حسن نافعه) الذى تقدم بمبادرة صلح، مع جماعه أدمنت الكذب و(لوى) عنق الحقيقه وأعتدت على حرمة القضاء والقانون وأخرجت القتله والأرهابيين والمتطرفين من السجون بل كرمتهم وصدرتهم المشهد السياسى .. وحينما اسقطها الشعب فى ثورة مبهره، اتجهت تلك (الجماعة) مباشرة نحو العنف والأرهاب والقتل مستخدمة حيلة ذكيه و(خبيثه) فى نفس الوقت، هى أن تسارع بنفى تهمة القتل والأنفجارات التى تحدث بل أن تدينها وتجعل مسوؤلية ما حدث على عاتق كيان واسم (اعلامى) يمكن أن يستخدمه أى ارهابى مثل جماعة (بيت المقدس)، وما هو غريب ومحير أن يخرج أحدهم على اجهزة الأعلام، يتحدث فى غباء شديد متسائلا لماذا يتهم (الأخوان) ولا تتهم جماعة (بيت المقدس)، وكأن تلك الجماعه هى التى قالت فى ميدان (رابعة العدويه) بأن العنف يتوقف فى الثانيه التى يعود فيها الأخوانى (مرسى) لكرسى السلطه!

نموذج آخر لمثقف مصرى كان ملء السمع والبصر، لو تعرف على تجربة (الأخوان المسلمين) فى السودان خلال ربع قرن من الزمان لما دعم مرشحهم (مرسى) فى انتخابات الأعاده ولما اضطر بعد ذلك للأعتذار المغلف وبتبرير لا يصح أن يصدر من اعلامى مثل (حمدى قنديل) كانت برامجه تتابع من ملايين المشاهدين فى المنطقه، لقد كنت اتمزق وانا اشاهده واقفا على المنصه وبجواره عدد آخر من المثقفين المصريين يعلنون تأييدهم ودعمهم لمرشح (الأخوان المسلمين) محمد مرسى، وهى جماعة لا تعترف (بالديمقراطيه) ومنهجها يتقاطع معها ويرفضها تماما ويعتبرها رجس من عمل الشيطان، والمثقف (الحقيقى) هو الذى يقرأ ما هو مكتوب خلف السطور وما يضمر داخل الصدور لا الذى تردده (الألسنه) وهذا له فقه عند جماعة (الأسلام السياسى) يسمى (بالتقيه) أو (فقه الضرورة).

والآن ومن وقت لآخر يخرج رجل ثورى مثل (جورج اسحق) يتحدث على نحو مرسل منتقدا تصرفات الأجهزه الأمنيه على طريقة (الأخوان) ومن يؤيدونهم فى قناة (الجزيره)، ومصر والمنطقه كلها تشهد ارهابا غير مسبوق ، والشباب الذين  يدافع عنهم (جورج اسحق) لو كانوا عقلاء وثوريين انقياء، تهمهم مصلحة وطنهم فى مثل هذه الظروف، لا يمكن أن يخرجوا فى مظاهرات تطالب بسقوفات من الحريه لا تتناسب مع طبيعة المرحله ولا يمكن ان يرفضوا احترام قانون تنظيم التظاهرات باخطار الجهات الأمنيه اذا كانت لتلك المظاهرات ضرورة، حتى لا يستغل الأرهابيون تظاهراتهم فيسفكون دماء الأبرياء من المدنيين ورجال الشرطه، ومن يصر على ذلك يجب الا يحظى بتعاطف أو بمطالبه لأطلاق سراحه اذا كان فى سجن أو معتقل، لأنه اذا خرج على ذلك النحو فسوف يعود الى تصرفه السابق  فى اليوم الثانى .. وحتى تفوت الفرصه على (الأخوان) واتباعهم، وبعد أن تستقر الأمور وتصل خارطة الطريق الى نهايتها، من حق اؤلئك الشباب أن يتظاهروا وأن طالبوا بحرية (مسوؤله) وديمقراطية غير منقوصه.

مواقف أخرى رصدتها مثل موقف الكاتب الكبير/ علاء الدين الأسوانى والكاتب/ بلال فضل والأستاذ الجامعى (الليبرالى) الذى وضع يده على يد (عمر البشير)، وهو الدكتور/عمرو حمزاوى وآخرين، تشعر بأنهم يريدون أن يبرهنوا بأنهم (ليبراليين) و(ديمقراطيين) وكأن احدا غالطهم على ذلك .. وتشعر بأنهم لا يدركون (منهج) الأسلام السياسى الذى لا يعترف بالديمقراطيه وحقوق الأنسان ودولة (المواطنه) .. تشعر بأنهم يريدون حريه وديمقراطيه كامله (اليوم) خلال فترة الشرعيه الثوريه والحكومات الأنتقاليه وعدم الأستقرار والأرهاب الدى يضرب الشارع المصرى والسياحه والأقتصاد  عن قصد وتعمد .. ولا يريدون الأنتظار حتى ينتخب رئيس وبرلمان على نحو ديمقراطى، يسمح لهم بسقف اعلى مما يتوقعون.

وهنا لا أنسى الصحفى / خالد صلاح الـذى كان يفتخر بعد 25 يناير بأنه (فتحاوى)، يقولها هكذا (ضاحكا) ومسرورا أى أنه من الذين يؤيدون (عبد المنعم ابو الفتوح) الذى كان داعما لنظام (البشير) فى السودان من خلال (نقابة) الأطباء العرب والمصريين، ومن يستخدم عقله لا يجد فرقا بين (عبد المنعم ابو الفتوح) أو (مرسى) أو (حسن الترابى) أو (جماعة النصرة) أو (دولة العراق والشام) ، فالفكر والمنهج واحد هو فكر (الأسلام السياسى) الذى لا يعترف بالآخر ويستثمر فى الكراهية.

أما اشد المواقف غرابة وعدم وعى فهو الموقف الحالى للأستاذ (حمدين صباحى) والى جانبه عدد من ثوار 30 يونيو وجزء من شباب (تمرد) وغيرهم من تنظيمات، يسيرون جميعا مندفعين غير مدركين للخطر بدلا من أن يتوافقوا على مرشح واحد يتفقون عليه اذا كان (السيسى) أو غيره، فحمدين صبحى كانت مرحلته بعد 25 يناير وكان من المفترض ان يدعمه كآفة الليبراليين والديمقراطيين، وكان المفروض أن ينسحب الفريق (شفيق) حتى لو ضمن فوزه،  لأنه محسوب على نظام (مبارك) وحتى يمنع وصول (اخوانى) لمنصب الرئيس .. ومرحلة (حمدين) لتولى منصب (الرئيس) يمكن أن تأتى فى المرات القادمه بعد أن تستقر الأوضاع فى مصر امنيه واقتصاديه، وحتى لا يفشل كما فشل (مرسى) ويصبح نادما على تسرعه، فالسياسى الحاذق هو الدى يتخذ القرار السليم فى الوقت السليم.
صراحة .. مواقف وتصرفات عديده لا تتناسب مع المثقفين المصريين، وقعوا فيها لأنهم منكفئين على انفسهم وليتهم تعرفوا أو قرأوا (بعمق) التجربه السودانيه مع (الأخوان المسلمين) خلال 25 سنه، حتى يغيروا هذه المواقف ويستشعروا الخطر ويعملوا بكلما لديهم من قدره على ابعاد الأخوان المسلمين و(اقصائهم) من المشهد السياسى دون شعور (بالخجل) لأن (الأخوان) لا يصلحون فى العمل السياسى وفى ادارة (الدول) الحديثه واذا كان هدفهم الدين والآخره فعليهم أن يتجهوا (للدعوه) .. وليتهم يفلحون فى ذلك!
تاج السر حسين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق