الأربعاء، 26 مارس 2014

السودان كان فى حاجه لضباط مثل السيسى

                                                                                 

                                         السودان كان فى حاجه لضباط مثل السيسى!
نعم غاضبون من مصر ومن حقنا أن نغضب لأنها اغتصبت أرضنا (حلائب) بوضع اليد وباستغلال ضعف النظام منذ ايام (مبارك)، وهى تعلم انها ارض سودانيه خالصه والمواطنون الذين يقيمون فيها سودانيين 100 % للأسف ظروف الحياة وأهمال النظام لهم جعلهم يختاروا الجنسيه المصريه، التى منحت لهم مع اعفائهم من الخدمة فى الجيش المصرى أو فى الحقيقه دون السماح لهم بالعمل فيه، دليلا على سودانيتهم .. وصاحب العقل يميز!
ومن حقنا أن نغضب كسودانيين لأن الأنظمه المصريه على اختلاف مشاربها ظلت دائما تهمها مصالحها ولذلك ظلت تعقد الصفقات والأتفاقات مع نظام (الأبادة) السودانى دون أن يهمها الشعب، ونحن نهتم بكلما يهم الشعب المصرى ونحزن لأحزانه ونقف معه فى خندق واحد ضد ارهاب (الأخوان) وكذبهم  .. وغضبنا لا يمنعنا من أن نقول (الحق) وأن نعترف بأن السودان لكى لا يباد اهله فى الجنوب ودارفور وفى كل مكان بالملايين منذ أن أغتصب (الأخوان المسلمون) السلطه عن طريق انقلاب عسكرى (كامل الدسم) ولكى لا يتمزق ويتفتت وينفصل الى دولتين، كان فى حاجه الى ضابط وطنى حر يحمل كفنه فى يده ويواجه (الأخوان) فى السودان كما واجههم (السيسى) فى مصر بعد أن حسبوه منهم وسوف يؤدى لهم فروض الطاعه والولاء ويبائعهم على المنشط والمكره، لأنهم شاهدوه يؤدى صلاته بأنتظام ولأن زوجته (محجبه)! 
علينا الا ندفن روؤسنا فى الرمال، فالأحزاب المصريه وجبهة الأنقاد الوطنى ما كانت سوف تفعل شيئا وكانت سوف تبقى حتى اليوم واقفة على قدميها فى ميدان (التحرير) تتظاهر وتهتف وتصرخ وحتى لو بلغ عددها فى شوارع مصر 80 مليون لا 30 مليون مثل عدد الذين خرجوا فى 30/ يونيو و3 يوليو، فأن (الأخوان) ما كانوا سوف يتنازلون عن السلطه وماكانوا سوف يقبلون باجراء انتخابات مبكره نزيهه، كما يدعى رفيقهم (عبد المنعم ابو الفتوح)، لأنهم يعلمون بأن أى انتخابات جديده سوف تطيح بهم بعد أن عرف الشعب المصرى حقيقتهم، وهم اصلا لا يؤمنون بالديمقراطيه وبحرية الشعوب ونموذجهم امامنا فى السودان وليبيا وسوريا واليمن، هم لا يجيدون عملا غير (الجزارة) والذبح وخطف الأطفال والنساء وكانوا سوف يفعلون كل ذلك فى مصر، فهم ذاتهم الأخوان وحلفائهم الأسلاميين الذين ظلوا يقفون مع نظام (البشير) وحتى اليوم، ويتخذون من السودان تحت سلطته معبرا لقطر وتركيا، ولم نسمعهم فى يوم من الأيام يتحدثون عن أنه نظام غير ديمقراطى جاء عن طريق انقلاب وأغتصب السلطه واسقط الشرعيه، ولم يتق فى شعب السودان الله.
الدور الذى قام به (السيىسى) هو دور الجيوش الوطنيه ودور الضابط الوطنى الذى لا يتردد أو يتأخر أو يجامل أو يداهن حينما يتهدد وطنه وشعبه، فضابط الجيش لا تناسبه (الأدلجه) وكلنا راينا آخر لقاء جماهيرى (لمرسى) وكيف جمع الأرهابيين والقتله والمجرمين من كل حدب وصوب وكيف هددوا الشعب المصرى كله بأنهم اذا نزلوا للشوارع فى 30 يونيو فسوف يسحلوا ويسحقوا وتدق اعناقهم، فنزلوا فعلا لكن كان من خلفهم جيشا وطنيا حماهم ووقف حائلا بينهم وبين المجموعه التى كانت فى رابعه العدويه التى لا تهمها حرب اهليه أو حرب اباده تمارسها ضد الشعب المصرى كله.
نعم نحن ديمقراطيين ونعشق الحريه ونتمنى ابعاد الجيش عن السياسه .. ونعم الحركات الثوريه المقاومه المسلحه السودانيه لم تقصر وتواجه النظام وتذله فى كل يوم وتفعل ما فى قدرتها وصحيح هناك بعض السلبيات التى لا يمكن ان يسلم منها من يعمل ومن يقاوم .. لكن الأمانه تقتضى منا أن نقول بأن (انحياز) جيش (وطنى) لشعبه يختلف كثيرا، فالحركات بينها وبين (بعض) فئات الشعب نوع من عدم الثقه قائم على عدم الفهم وعلى عدم وجود اعلام يقرب المسافه ويزيل كثير من اسباب الجفوه.
والنظام واتباعه من احزاب كرتونيه وأحزاب (فكه) يصورون للشعب السودانى وللعالم الخارجى بأن هذه الحركات عنصريه تستهدف العروبه والأسلام ولن تقبل فى المستقبل بالمسار الديمقراطى وبدولة تسع الجميع لا يقصى أو يهمش فيها أحد.
لذلك كان السودان فى حاجه لجيش قومى لا جيش حزب أو فئة أو عصابه وكان فى حاجه لضابط (وطنى) فى أدنى رتبه يخرج الى الناس ويطلب منهم الألتفاف حوله للقضاء على عصابة (الأخوان) المسلمين وادخالهم السجون كما فعل (السيسى) وسوف يجد الشعب السودانى كله خلفه، لكى يتمتع الشعب بالحريه ويؤسس دولة المواطنه والقانون لا دولة الظلم والفشل والفساد التى تلتحف ثوب الأسلام .. السودان كان فى حاجه الى ضابط (وطنى) يخلص السودان من (الأخوان) ومن (العواجيز) الـذين تسببوا فى ضعفه، ثم يعود بعد ذلك الى مواقعه مرفوع الرأس ليقود الوطن اهله وابناءه من القوى الحديثه وأن يصاغ دستور لا يميز سودانى عن شقيقه الآخر.
تاج السر حسين
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق