الاثنين، 17 مارس 2014

ذكريات مطار الخرطوم خلال زمن جميل!

                                                                                 
     
                                        ذكريات مطار الخرطوم خلال زمن جميل!
أمر مؤسف يعكس حالة التردى فى كآفة المجالات فى السودان هو ما نقلته الأخبار خلال الأيام الماضيه عن اضراب أو امتناع وتوقف عن العمل شل حركة الطائرات والمسافرين من والى مطار الخرطوم، بسبب ظهور (مفاجئ) لشركة امنيه خاصة تولت مهام كانت تقوم به جهات غيرها، مما تسبب فى أن يقوم الموظفين بشركات الطيران وبمساعدة من المسافرين بتغطية العجز الذى حدث.
على نحو خاص يكفينى من ذلك المكان (مطار الخرطوم) الذى بدأت فيه حياتى العمليه، علاقات وذكريات رائعه كتب لها أن تبقى فى الدواخل أبد العمر.
لقد هالنى ما سمعته عن مسببات ذلك الأضراب وتعطيل للعمل وتأخير للطائرات وتضرر عدد من المسافرين، والسودانى من عاداته السيئه أن يسافر فى آخر يوم حتى اذا كان سفره لدوله من دول الخليج، التى تقيد من يعمل فيها بعودة خلال زمن محدد، تسقط بعدها اقامته ويصبح امره صعبا، ذلك الأمتناع عن العمل والخلاف الذى حدث جعلنى أقارن هذا الوضع بالحال الدى كنا عليه فى مطار الخرطوم خلال تلك الفتره النضره.
لقد كنا كالاسرة الواحده فى مختلف المجالات نفرح لما يفرح زملاؤنا ونحزن لأحزانهم .. وكانت القطاعات الأمنيه محدوده للغايه، وتتمثل فى ادارة الجوازات والهجره ودورها التأكد من اجراءات الخروج والدخول .. والأمن القومى الذى يهتم برصد حركة الأجانب والحد من خطورتهم على البلاد اذا وجدت .. والمباحث التى يهمها عدم خروج مجرمين يمكن أن يسئيوا لسمعة الوطن، اضافة الى أمن النقل الجوى وهى جهة تتبع اداريا لسلطات الطيران المدنى ودورها حراسة الأبواب والمداخل فى المطارات وحماية الطائرات والتأكد من عدم صعود مسافر وهو يحمل فى يده أو يخبئ داخل ملابسه أدوات يمكن أن تعرض الطائره والمسافرين للخطر، وماكان يوجد وقتها هذا الكم الهائل من الأجهزه الأمنيه كما علمت من أحد الزملاء الذين لا زالوا صامدين فى مواقعهم.
وخلال تلك الفتره لم تكن سلطات الجمارك تتبع لجهاز الشرطه كما هو عليه الحال الآن، وقد لا يصدق البعض اذا علم بأن ضابط الجمارك خلال ذلك الزمن ولدرجة ثقته فى رفاقه اذا كان مريضا أو مرهقا خلال ساعات الليل المتأخره، كثيرا ما أعطى (الطبشوره) لزميل له يعمل فى أحدى شركات الطيران موضحا له علامة (الصادر) اذا كانت A أو B أو F ، لتكملة اجراءات طائرته أو البضائع التى تحملها الى دولة أخرى وهو على ثقة تامة بأن ذلك الزميل لن يقوم بأى فعل يضره أو يسبب له مشكله مع مروؤسيه.
لقد جاء هؤلاء الأوباش الفاشيين كما ادعوا (بالأسلام) ليحكم الناس فى السودان، وأزعجونا بالهتافات والأناشيد (الجهاديه) لسنوات طوال، لكنهم وياللأسف اساءوا للأسلام وشوهوا الثقافه السودانيه وطمسوها، وأفشوا الفساد والأنانيه ولا زالوا متشبثين بالكراسى يغيرون جلودهم من حين لآخر كما تفعل الأفاعى السامه.
تاج السر حسين


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق