المثقف المصرى حينما يفرق بين الشعب السودانى ونظامه!
أطلعت على مقالا نشر على احد المواقع الألكترونيه السودانيه
لكاتب مصرى عنوانه " السودان ... نلوم أنفسنا أولا".
توقعت فيه معالجة لكثير من الأمور التى
(تحزن) الشعب السودانى الذى شارك
بعضه فرحة اخوانهم المصريين فى ميدان التحرير بثورة 25 يناير ومن بعدها 30 يونيو
.. لم يفكر اؤلئك السودانيون مطلقا فى مصلحتهم الشخصيه أو مصلحة وطنهم ولم يهتموا
بالتسريبات التى خرجت قبل 30 يونيو والتى جاء فيها أن الرئيس (الأخوانى) محمد مرسى
قد وعد خلال زيارته للخرطوم، بأرجاع مثلث (حلائب) للسودان دون الدخول فى قتال أو معارك ودون اللجوء لعرض النزاع
على تحكيم دولى يفصل فيه بالتى هى أحسن كما حدث بين مصر وأسرائيل.
وللأخوه الأعلاميين فى مصر الذين لا يعرفون حقيقة هـذا النزاع ويسائرون (الموجه) ويضعون قضية (حلائب)
فى كفة واحده مع (سيناء) ومن أجل مكائدة (الأخوان)، نقول لهم أن هـذا النزاع يختلف عن قضية (سيناء) ولم
يكن وليد اليوم ولم يظهر على السطح فجأة مع وصول الأخوانى (محمد مرسى) لرئاسة مصر وزيارته للسودان غير المرحب بها،
وأنما هو نزاع قديم بدأ منذ استقلال السودان ولا زال قائما حتى اليوم دون حسم، واذا كانت هنالك ارادة مصريه لتوحيد (مشاعر) الشعبين، يمكن أن يحل عن طريق القضاء والمحاكم
الدوليه المحائده، لكى تفصل فيه، وفق الوثائق والمستندات ومن بعد يمكن أن تتحول تلك
الأرض لمنطقة تكامل يستفيد منها البلدان والسودان بحمد الله ارضه شاسعه وواسعه ولا يرغب فى (احتلال) أو اخـذ ارض الغير بدون وجه حق اذا كانت ارضهم!
للأسف وكعادة (المثقف) المصرى فنظرته
للسودان دائما (ضيقه) وبرجماتيه و(مصلحيه) تتمثل فى أن يكون السودان بوابة خلفيه لمصر تمرر
منها مصالحها وتتيح لها مدخلا لأفريقيا لايهم المثقف المصرى نوع النظام الذى يحكم فى السودان، اذا كان ديمقراطيا أو شموليا وديكتاتوريا وظالما أباد شعب السودان
بالملايين ولا يهمه حتى لو كان أخوانيا ومتأسلما مثل نظام (مرسى) المهم أن يكون
راكعا تحت اقدم مصر ومنفذا أجندتها
وعاملا من أجل مصالحها.
كتب الصحفى هانى عماره وليته لم يكتب ما يلى:
((فى العلاقات مع السودان يجب أن نفرق بين الخلافات السياسية، وهى
أمور واردة، وبين المصالح والاستراتيجيات، التى يجب أن تكون ثابتة وراسخة، فمن
المستحيل أن يكون هناك نظام سياسى سودانى، تفصيل على المقاس المصرى.
أقول ذلك لأننى أرى غيابا ملحوظا للدبلوماسية المصرية بالنسبة
للملفات الساخنة والصراعات التى تشهدها الساحة السودانية سواء فى الشمال أو
الجنوب، وهو ما فتح الباب أمام إثيوبيا للقفز على هذه القضايا بما يمثل خطورة على
الأمن القومى المصرى)).
فهل تشبه كتابات هذا المثقف
المصرى من قريب أو بعيد عبارة أو كلمة واحده من نوع الكتابه (الحميمه) التى يسطرها المثقفون السودانيون
فى كل يوم دعما لثورة 30 يونيو التى اطاحت بنظام (الأخوان المسلمين) المتجبر،
المتغطرس الديكتاتورى، الظالم الذى كان
سوف يقسم مصر ويمزقها اربا لو بقى لعام واحد اضافى؟
وهل يظن المثقفون المصريون أن المثقف السودانى لا يعرف مصالحه السياسه،
لكن هنالك مواقف لا يمكن التعامل معها وفق المصالح الأطماع والنظرة الأنانيه الضيقه؟
تاج السر
حسين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق