الحزن السودانى
المستمر شمالا وجنوبا!
أعلم أن هده الرؤيه القاصره لن تصل الى عدد
كبير من أصحاب القرار والنخب والبسطاء من أهلى فى الجزء العزيز من وطنى الكبير
وأعنى به (الجنوب)، فى زمن لا يسمع فيه صوت الأحرار فى الأجهزه الأعلاميه والصحفيه
بل فى مواقع التواصل الأجتماعى المقروءة بأستثناء المواقع التى تصعب السيطره عليها
بواسطة فرد أو مجموعه.
والسودانى اصبح مكتوب عليه الحزن شمالا
وجنوبا بل فى جميع الجهات والكثيرون عاشوا عمرهم وأنتقلوا الى الآخره دون أن تنطبع
بسمة فرح لمرة واحده على شفاههم.
والقتال الدى اندلع خلال الأيام الماضيه فى
الجنوب ولا زال مستمرا أختبر حقيقة مشاعر السودانيين فى الجزء الشمالى تجاه الجنوب حيث لم أستمع لأحد الأحرار من دلك
الطرف فى الوطن السودانى الكبير الا وشعرت بنبرات الحزن والأسى على ما يدور ولم
اشعر مطلقا بأنه يتحدث عن (الجنوب) كدوله منفصله لا تعنيه وشعبها فى شئ ، بل كان
الأحساس بين الشرفاء كوطن واحد ودم واحد أدا سالت منه نقطة فى جوبا أو بور من
دينكاوى أو نويراوى أو شلكاوى تتداعت له باقى اطراف السودان بالحزن والأسف والسهر
والحمى.
والقضيه الآن ليست هى من كان على الحق أو كان
على الباطل وليست هى انقلاب على الشرعيه أو اختلاف فى وجهات النظر، المهم أن يتوقف
هدا الأقتتال المدمر بأى شكل من الأشكال والجلوس الى طاولة المفاوضات للخروج من
هده الأزمه وعدم تكرار اخطاء (الشمال) الدى ظل فى اقتتال وأحتراب مند قبل الاستقلال وحتى
اليوم والنيران المشتعله يمكن السيطره عليها فى بدايتها وحينما تكون شرارا لكن تلك
النيران لا يمكن اخمادها حينما تتحول الى لهب مستعر خاصة ادا دخلت على الخط (رياح)
غير صديقه!
وعلى سيرة الرياح غير الصديقه وحينما تنشأ
خلافات بين طرفين كانا جسدا واحدا علينا أن نبحث عن (المستفيد) مهما راوغ ونفى
وأنكر وتخبأ وأظهر انه بعيدا مما يجرى وبصريح العبارة اعنى أقزام المؤتمر الوطنى
الدين ما أن يحشروا انوفهم فى بلد الا وكانت نتيجة دلك خراب ودمار وانقسام، انظر
الى ليبيا التى افتخروا بتدخلهم فيها لصالح الثوار بالطبع لصالح المتطرفين
والأرهابيين الأسلاميين لا لصالح المعتدلين والمجموعات الديمقراطيه الليبراليه،
أنظر مادا حدث فى (افريقيا الوسطى) بعد الأنقلاب أو الثوره أو سمها ما شئت، قتل
وأباده وأغتصاب متبادل بين المسلمين والمسيحيين.
وألان حدث ما شاهدناه فى الجنوب بعد تقارب
نظام الخرطوم الأخير بغض النظر عن النتيجه وعن شكل التقارب ومع اى جهة من الجهات،
المهم فى الأمر كانت النتيجه بعد دلك موت وقتل ودمار وانقسام بين المجموعه التى
حصلت للجنوب على استقلاله بعد أن رفض البشير وجماعته نظام حكم ديمقراطى يساوى بين
السودانيين جميعا دون تمييز بسبب الدين أو الثقافه أو الجهة، فكان الأنفصال هو
الحل لدى كآفة الجنوبيين الدين يقاتلون بعضهم البعض اليوم ويموت المئات ويجرح
الآلاف.
ليت العقلاء من بين اهل الجنوب انفسهم
(اولا) ومن بين دول الجواروباقى دول العالم الحر عدا دولة (المؤتمر الوطنى)، أن
يتدخلوا لوقف هدا العنف والموت وأن يجمعوا كآفة الأطراف المختلفه الى طاولة الحوار
دون قيد أو شرط للأتفاق حول رؤية ديمقراطية جديده يدار بها الجنوب تستلهم رؤية
ونهج المفكر العظيم الراحل المقيم (جون قرنق)، الدى كان يعمل لسودان واحد فأصبح
السودان أثنان شمال وجنوب وأخشى أن يصبح بعد دلك جنوبان بدلا من جنوب واحد.
تاج السر حسين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق