أمريكا تصنع المشكله وتعجز عن حلها!
بل تهرب أو تتهرب من حل تلك المشكله التى
ساهمت فى صنعها عن عمد أو عن جهل وغباء أو بسبب الأعتماد على مستشارين عملاء
ومأجورين أو سذج ودهماء مثل مستشارة الرئيس الأمريكى (اوباما) للشوؤن الأسلاميه
المصريه الأصل (داليا مجاهد) التى اتضح انها (أخوانيه) وكما يقول المثل المصرى (أمريكا
تحضر العفريت لكنها تفشل فى صرفه) أو اعادته الى قمقمه.
فمشكلة جنوب السودان الأخيره (الجنوبيه – الجنوبيه)
فى (مظهرها) من الخارج، أذا تأملناها بعمق من الداخل لا يمكن عزلها عن مشكلة
السودان كله شماله وجنوبه، ولا يمكن تبرئة نظام (الأخوان المسلمين) من المشاركه فى
اشتعال نيرانها .. وبدون أن نغمط حق اخوتنا الجنوبيين فى التمتع بحريه كامله لا
تقدر بثمن واستحقاقهم فى تقرير مصيرهم ونيل استقلالهم أو (الأنفصال) المر الدى
اجبروا عليه بسبب قصر رؤية وتعنت نظام (الخرطوم) ورجعيته وعنصريته واصراره على شكل
دوله ترجع الى 1200 سنه للوراء وهو (منهج) الدوله (الدينيه) الأمويه التى لا تعترف
بالمواطنه المتساويه والديمقراطيه وحقوق الأنسان والتعدديه الفكريه والثقافيه
والحزبيه، لكن بدون شك كان لأمريكا دور مهم فى دلك (الأنفصال) الذى تم بين الشمال
والجنوب بأعتباره افضل حل لأنهاء هدا الصراع الطويل مع تقديم وعود للطرفين بدعم
سخى اذا تحقق ذلك الأنفصال فى هدوء وسلاسة وسلام، وللأسف لم يكن ذلك (الأنفصال)
وبتلك الطريقه هو الحل الناجع لتلك المشكله التى أمتدت لأكثر من 50 سنه.
والحل كما يراه العقلاء والمخلصون للشمال
والجنوب (معا) كان يكمن فى دعم سياسى للمعارضين للنظام (الأسلامى) فى السودان
لسقوط ذلك النظام الدى ثبت فشله وهزيمته والتخلص منه وتفكيك مؤسساته من اجل التوصل
الى صيغة حكم مقبوله فى الجنوب والشمال تقوم على اساس المواطنه والديمقراطيه
الحقيقيه مع الأهتمام (الخاص) بتنمية وتطوير البنيه التحتيه الجنوبيه (خاصة) وتدريب
كوداره حتى اذا أجبر على الأنفصال يكون جاهزا ومستعدا لتأسيس دوله لا تقل استقرارا عن باقى دول افريقيا
المجاوره لها وحتى لا تصبح فاشله مثل شمالها.
وكان على أمريكا والعالم كله دعم هذا الحل
خاصة فى الجانب الأقتصادى، وفى حالة تعنت النظام السودانى أن تدعم الجنوب اقتصاديا
حتى لا يضطر للأستجابه للضغوطات المتوقعه من
نظام العنف والاباده والعنصريه والكراهية.
تلك الضغوطات كانت سببا رئيسا وأساسيا فيما حدث
فى الايام الأخيره من قتال شرس بين
(الجنوبيين) بعضهم البعض، فكما هو واضح (للخبراء) المدركين لخبايا الأمور هناك اتفاق أبرم بين رئيس دولة الجنوب (سلفاكير)
وبين رئيس نظام الأنقاذ (عمر البشير) لأبعاد العناصر التى يعتبرها الطرفان (صقور)
ومتشددين، فبدأ الجنوب بابعاد باقان أموم ورياك مشار ودينق الور وآخرين، وتبعه
الشمال بابعاد على عثمان محمد طه ونافع على نافع والخال الرئاسى الطيب مصطفى، مع
تناسى جوانب مهمه وهى أن مجموعة الخرطوم التى ابعدت قد انقضى عمرها الأفتراضى
ويمكن ايجاد بديل مثلها أو أكثر سوءا منها، أما مجموعه الجنوب فيصعب تعويضها
لقلة الكوادر السياسيه مقارنة بالشمال ولأنها تمثل قمة النخب الجنوبيه التى ساهمت
فى مسيرته النضاليه مند بداياتها وهى افضل من يجيد التعامل مع السياسيات الشماليه
كما أن البعد القبلى موجود فى الشمال والجنوب لكنه أكثر وضوحا واثرا فى الجزء
الأخير.
الشاهد فى الأمر ساهمت امريكا بل دفعت بقوه
من أجل أن يتحقق ذلك الأنفصال ثم بعد ذلك توقفت وصعب عليها دعم نظام (متطرف) وداعم للأرهاب
فى الشمال وهذا موقف مقدر ومفهوم، لكنها كذلك عاقبت (الجنوب) ولم تدعمه بالقدر المناسب
حتى وهو تحت ضغط (الشمال) واصراره على تحصيل نسبه مجحفه من بترول الجنوب وأمريكا تعلم بأنه بلد جديد وبلا بنيات تحتيه أو موارد اقتصاديه
أخرى خلاف ذلك البترول.
وكان الواجب الأخلاقى يحتم على امريكا ومن
خلفها الغرب كله دعم الجنوب ماديا بضمان بتروله المحفوظ فى باطن الأرض اذا لم تسمح
الخرطوم بعبوره وتعنتت فى الشروط حتى لا يقع الجنوب أو يصبح مضطرا للأستجابه لتلك
الشروط التى من بينها كما هو واضح التوقف عن دعم رفاق الأمس (المعارضه الشماليه)
بل كان مطلوب من الجنوب العمل على عدم تمتع السودانيين الشماليين باقامه (مريحه) فيه وممارسة عمل
مثمر طالما لم يكونوا تحت طاعة نظام العنصريه والأباده والكراهيه الملتحف ثوب
الأسلام والمتاجر به.
وحتى لا نكتفى بمثل واحد للدور الأمريكى فى
صناعة الأزمه وتهربه من حلها، وهو ما حدث فى السودان شمالا وجنوبا، فجميعا نعلم
كيف ساهمت امريكا فى التخلص من نظام (القذافى) دون أن تضمن عدم وصول (المتطرفين)
الأسلاميين لسدة الحكم ودون سيطرتهم على القرار (الليبى) عن طريق قوة السلاح .. وكيف دعمت الأخوان
المسلمين فى مصر ولا زالت تدعمهم رغم انهم ومنذ السنة الأولى انقلبوا على
الديمقراطيه وتعدوا على القضاء وأحكامه وفقدوا شرعيتهم .. ومثلما ظلت تدعم
المعارضه (السوريه) دون تميز الى انها وطنيه وديمقراطيه أم (أسلاميه) متطرفه ..
ولا أظن أحد ينكر بان الأنظمه السابقه أو التى لا زالت تحكم فى تلك الدول،
ديكتاتوريه وفاسده ولابد من تغييرها، لكنها لا تصل الى درجة فساد وديكتاتورية
الأسلاميين الذين لا يعترفوا بالمؤسسيه والفصل بين السلطات والتدقيق الحسابى لأنهم
كما يظنون ويدعون خلفاء لله فى الأرض وموكلين منه لحكم الناس جميعا ولا تهمهم من
أجل الوصول للسلطه والتشبث بها أن يمارسوا جميع انواع الفساد والأضطهاد والعنصريه
والأباده الجماعيه والكذب والتزوير والخداع.
وأخيرا فنحن نتمنى لجنوبنا الحبيب كل خير
وأن يتم التوافق سريعا للجلوس على مائدة الحوار من أجل التوصل الى حل يرضى كآفة
الأطراف ويحقق الأمن والسلام ويوقف نزيف الدم وأزهاق الأرواح.
تاج السر حسين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق