الشهيد/ خليل ابراهيم
رؤية عن منبر الدوحه وهل
من حاجة اليه؟
القرار المفاجئ والخطير الذى اتخذته كل من المملكة
العربيه السعوديه ودولة الأمارات ومملكة البحرين بسحب سفرائها من (قطر) لعدة اسباب
أولها انها تهدد الأمن والسلم فى دول الخليج بتدخلها السافر فى شوؤن تلك الدول
التى ترتبط بعضها البعض بعلاقات خاصة للغايه وتسود فيها ثقافة وأعراف تختلف عن العديد
من دول العالم وكمثال لذلك الحكم الدى صدر ضد أحد القطريين (الأسلاميين) فى دولة
الأمارات اضافة الى الخطب والفتاوى التى تصدر من الدكتور/ يوسف القرضاوى الذى تهجم
فى أكثر من مرة على السعوديه ودولة الأمارات، والسبب الثانى أنها تدعم جماعه
ارهابيه تنتهج العنف والقتل واراقة الدماء من أجل التغيير، والمقصود بذلك دعم
(قطر) الواضح لجماعة (الأخوان المسلمين)، بصورة مباشرة أو غير مباشرة خاصة بعد
ثورة 30 يونيو المصريه التى تعتبرها قطر (انقلابا) على الشرعية غير عابئه بما فعله
الأخوان المسلمين خلال فترة حكمهم فى مصر التى لم تدم لسنة واحدة أعتدوا فيها على القانون
وأنتهكوا حرمته وأهانوا القضاء جملة وتفصيلا وحاصروا المحكمه الدستوريه ومدينة
الأنتاج الأعلامى وخططوا لمذبحة تطيح بحوالى 4000 قاض فى يوم واحد وبدأوا فى
استهداف الجيش الذى يعد عند المصريين خطا أحمرا، وبداوا فى الحديث سرا وعلنا عن فكرة تأسيس جيش وشرطة شعبيه على
قرار ما حدث فى السودان، اما السبب الثالث فهو ما كشف عنه ذلك الأعلان غير المسبوق
بأن (قطر) رفضت التوقيع على اتفاق لا يشير الى دولة بعينها يلزم جميع الدول بخط
واحد فى التعامل مع القضايا الشائكه فى المنطقة ، مثل القضيه السوريه والمصريه
واليمنيه وعلاقة دول الخليج بأيران.
واتضح من الأعلان أن دول الخليج صبرت على قطر كثيرا،
لكن قطر سارعت بالنفى وقالت أن اسباب سحب
السفراء يرتبط بقضايا خارج دول الخليج وهم يقصدون موقف (قطر) المختلف عن باقى دول
المنطقه بما فيهم الدول التى لم تسحب سفرائها (الكويت) و(عمان) حول المسأله
المصريه ، وتحدث القطريون عن اذا كان المقصود بدعم (الأخوان) هو ما تبثه (قناة
الجزيره) ضد (مصر) فالقناة مستقله ولا تتدخل السلطات القطريه فى عملها، وتلك كذبه
كبرى لا تنطلى الا على السذج والدهماء، فهل يعقل أن ذلك الكم من الأعلاميين (الليبراليين)
الذين يعملون فى القناة من لبنانيين وسوريين وغيرهم اضافة الى بعض الضيوف غير المسلمين، منحازين لجماعة
الأخوان المسلمين ومؤيدين لها وهم يعلمون أن منهجهم لا يعترف بالديمقراطيه وبدولة
المواطنه ويميز الناس بسبب نوعهم (رجل) و(امرأة) وبسبب دينهم؟
المسأله واضحه وهى أن (قطر) تدفع لهؤلاء الليبراليين
وغير المسلمين لكى يتحدثوا ضد الثوره المصريه وارادة شعب رفض نظاما ديكتاتوريا
وشموليا، ورفض كذلك نظاما ديكتاتوريا وشموليا الفرق بينه وبين النظام الأول أنه هذه
المرة (بلحية)!
وهل يعقل أن تتيح قناة الجزيره لولا موافقة السلطات
القطريه المجال لأرهابيين ومتطرفين للظهور والتحدث للناس مبشرين بفكرهم ، التكفيرى
الأرهابى المتطرف ومن بين اؤلئك الأرهابى عاصم عبد الماجد الدى تسبب فى قتل حوالى
113 ضابطا ومجند شرطه فى أحدى محافظات الصعيد المصريه، ومن بينهم طارق الزمر الذى
حوكم فى حادثة اغتيال الرئيس السادات وقضى فى السجن أكثر من 30 سنه .. وما هو انكأ
من ذلك ان قناة (الجزيره) قدمت قبل عدة ايام فى برنامج الأتجاه المعاكس ارهابى
ومتطرف سورى أعترف بكم التفجيرات الهائل التى قاموا بها فى سوريا ولم يخف تبنيه
بانه لفكر القاعده والعمل على اقامة دولة (الخلافه) التى لا تصلح لهدا العصر
وثقافته، ورفضه لدولة (المواطنه). وحتى لو كانت دولة الخلافه صالحه، فمن هو ذلك
(الخليفه) الدى يأتمنه الناس على حياتهم ودينهم ودنياهم ويستحق (البيعه) والطاعة
من الجمهور وأن يعمل بمفهوم الآيه (وشاورهم فى الأمر فاذا عزمت فتوكل) أى أن يكون
من حقه المضى فى التصديق على اتفاقات وقوانين ترفضها الغالبيه فى البرلمانات
والمجالس النيابيه والمؤسسات العدليه والقضائيه، فى وقت عرف فيه الناس الأسلاميين
فى العصر الحديث من مختلف الجهات، وهم يمارسون الكذب ويتفنون فيه والنفاق وعدم
الأمانه ويرتكبون المعاصى كبيرها وصغيرها وبصورة تفوق كثير من سلوكيات الأشخاص العاديين.
هذا زمان دولة (المواطنه) والمؤسسات لا دولة الفوضى
التى يدعو لها (الأسلاميون) التى لا تحترم الحدود وخصوصية كل شعب ودوله .. وهذا
زمان الفصل بين (الدعوى) و(السياسى) وهذا ما توصل له غلاة المتشددين الأسلاميين فى
السابق الدين امضوا عشرات السنوات داخل السجون أمثال الدكتور/ ناجح ابراهيم.
للأسف (قطر) تدعم ذلك الفكر المتطرف وأنفقت المال
الكثير من أجل أن يسود ويبقى فى مصر وتونس وليبيا - دون وعى - ودون أستشعار بخطر
عليها وعلى غيرها من دول فى المستقبل، ونحن فى السودان أكثر الذين تضرروا من سياسات
(قطر) ودعمها اللا محدود لنظام (الأخوان) الذى يسمى (بالأنقاذ) ماديا ومعنويا
وأعلاميا .. بل أنها اسست ما سمى بمنبر (الدوحه) للضغط على الدارفوريين وتهدديدهم
و(قطر) ليست بعيده عن تهمة اغتيال الشهيد/ خليل ابراهيم، رئيس حركة العدل
والمساواة الذى رفض الأستجابه لضغوط قطر وخرج من الدوحه رافضا التوقيع على ما
يريدونه، فضيقوا عليه الخناق فى كل مكان ذهب اليه بمالهم حتى انتهت رحلته بالدخول
للسودان بعد سقوط نظام (معمر القذافى) وتم اغتياله فى خسة ووضاعة متناهية.
على كل فالقرار الدى اتخذته دول الخليج الثلاثه وكنت
اتمنى أن تنضم لهم (مصر) مباشرة، لأن ذلك القرار فى جانب من جوانبه كان بسبب موقف
(قطر) من ثورة مصر المظفره ومن ارادة شعبها التى رفضت أن تستبدل شمولية وديكتاتورية
مبارك بشمولية وديكتاتورية (المرشد)!
ومن المهم فى هذه اللحظه أن تعلن جميع الحركات
والكيانات الدارفوريه رفضها القبول بمنبر (الدوحه) طالما أكدت دول خليجيه دعم
(قطر) للأرهاب وانحيازها لجماعة الأخوان المسلمين وبالتالى انحيازها لأخوان
السودان وفقدانها (الحياد) وأن يطالبوا بنقل ذلك المنبر لأثيوبيا أو لأى مكان آخر
محائد لا يجعلهم يوقعون أو يقبلون بالضغوطات القطريه، والشعب السودانى كله لاحظ أن
أى مجموعه ذهبت (للدوحه) لم ترجع كامله بل انفصل منها عدد من القاده وهذا لا يحل
مشكلة السودان التى يمكن أن تحل من خلال مؤتمر جامع يناقش كآفة القضايا لا تجزئتها،
وقد فعلت الحركه الشعبيه خيرا حينما اصرت على ذلك الحل الشامل وفضحت النظام وعرته وأكدت
انه لا يعمل من أجل الأمن والسلام والأستقرار والديمقراطيه بل كشفت عن انه غير جاد
فى حل مشاكل السودان، وكلما فى الأمر أنه يراوغ من أجل اطالة عمره وبقائه متمددا
على كراسى السلطه.
تاج السر حسين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق