كنا نظن أن (الفكر)
ياتى من الشمال من (مصر)!
(1)
ظاهرة مرتضى
منصور
اتابع القنوات الفضائيه المصريه على نحو متواصل
وشبه يومى ربما غيرة وأعجابا، لا حسدا على اعلامها القوى الحر المستقل الذى كان
له دور مؤثر فى الثورتين أو فى الحقيقه وللتعريف العلمى الدقيق فى (انتفاضة) 25 يناير و(ثورة)
30 يونيو وأن ابت الجزيره والقرضاوى وقناة المستقله وأردوجان وكل (اسلاموى) غير أمين
فى أى مكان ومن خلفهم دول ديمقراطيه لها مصلحه فى وصول الأسلاميين للسلطه فى جميع
دول المنطقه لكى يقوموا بتهديمها بأيدهم، ولذلك لم يزر الربيع العربى السودان حتى
الآن بل لم تخرج مظاهره واحده معتبره ضد نظام (الأخوان المسلمين)، لأن من يحكمونه بالبطش والقهر والأغتصاب والقتل
منذ ربع قرن من الزمان (اسلاميين) لا تحتاج (الجزيره) لقناة مباشرة وموجهة لأسقاطهم،
رغم انهم فعلوا بالسودان كل قبح ممكن وابادوا من شعبه حوالى 2 مليون و500 الف نفس معظمهم
من الجنوب ودارفور مما ادى الى انفصال الجنوب نهاية المطاف واذا كان (المبرر)
الذى يروجون له بالكذب لمقاتلة الجنوبيين بأن أغلبهم مسيحيين، فدارفور لم يظهر فيها مسيحى
الا بعد الحكم الأسلامى فى السودان على الرغم من أن عددهم لا يزيد عن عدد اصابع
اليد الواحده.
الشاهد فى الأمر من خلال متابعتى لتلك القنوات
شعرت بنوع من الأسى والأسف وقد كان الظن هو أن الفكر يأتى من (الشمال) أو دعنا نقل من
(مصر) على الرغم من أن طبائع الأمور تقول بعكس ذلك فالحضارات تسير مع اتجاه سير الأنهر
لا عكسها.
واسفى سببه متابعتى للمحامى (مرتضى منصور)
الذى يجامله وينافقه الكثيرون فى مصر بل يخافونه لا أدرى ما هو السبب فى ذلك، فحتى
لو كانت كل كلمة يقولها (مرتضى منصور) منزله من السماء وتمثل الحق، فنحن فى
السودان و(مرتضى) أسمر مثلنا، لا نرضى أو نقبل بمثل اسلوبه الذى نسميه (ردحى) واسلوب
(ماشطات غير شريفات) ومهما كان صدق المتحدث بتلك الطريقه لكنه يصبح منبوذا وملفوظا
فى المجتمعات السودانيه الراقيه، حيث لا يعقل كلما اختلف (مرتضى) مع شخص اساء اليه
واخرج له (سيديهات) واقام عليه عدد من الدعاوى وتحدث عن امه وعن تاريخ لا يدرى أحد
مدى صحته، ومرددا عشرات المرات (بالجزمه) وعندنا فى السودان من العيب أن يتشاجر رجل مع آخر (بالجزمه) أو أن يرفعها كما رايناه يرفعها مرة فى احدى ملاعب كرة القدم، الا يوجد رجل رشيد فى مصر يقول لمرتضى منصور عيب عليك ما تفعله؟
وهل يخدع (مرتضى منصور) المصريين بادعاء
لمعارضه كاذبه عندنا مثلها الكثير وتسمى معارضه (مدجنه) أى أنها تعمل لمصلحة
النظام فى وقت تتدعى بأنها ضده، ومرتضى منصور يسئ للثوره المصريه الملهمه التى
تشرف أى انسان فى العالم ونحن السودانيين كنا نفتخر بأننا معلمى ثورات لأننا صنعنا
ثورتين خلال 21 سنه فى اكتوبر 1964 وفى ابريل 1985 فجاء الشعب المصرى وكسر الرقم
القياسى بصنع ثورتين خلال عامين الأخيره هى الأهم لأنها قضت على فكر الأسلام
السياسى الذى ارهق العالم كله منذ عصر بنى أميه.
(2)
هل
الأنتقام الألهى من الأسلاميين كان سببه قتل الشيعه فى مصر؟
عن هذا الموضوع أكتفى بحديث منقول عن
الشهيد/ محمود محمد طه، الذى اغتاله الهوس الدينى والأخوان المسلمين فى السودان فى
18 يناير 1985، بسبب فكره التصالحى الأنسانى، وبسبب رفضه لقوانين الشريعه أن تطبق
فى القرن العشرين وقال وقتها انها لا تناسب انسانية القرن العشرين، ولا زالت القوى
الديمقراطيه والمدنيه لا تريد أن تستوعب الدرس فتتردد فى المضى على تاسيس دوله
مدنيه ديمقراطيه حديثه تفصل الدين عن الدوله، وهذا لا يعنى ان لا تحترم الأديان أو
أن تعم الفوضى والأباحيه.
قال المفكر الشهيد محمود محمد
طه:
"الرحمة فى مستوييها: الرحمة العامة، الرحمة الرحمانية .. والرحمة الخاصة
الرحمة الرحيمية، وكذلك المحبة، هى الأخرى، تقع
فى مستويين: مستوى المحبة العامة، وهى تقابل الرحمة الرحمانية، وهذه يقوم عليها
الوجود جميعه .. فهى أصل علاقة الرب بخلقة:" فالله تعالى يحب جميع الخلائق ..
غازها ، وسائلها ، وحجرها، ومدرها، ونباتها، وحيوانها، وإنسانها، وملكها وأبليسها
.. فإنه تبارك وتعالى، إنّما خلق الخلائق بالإرادة .. والإرادة (ريدة) وهى المحبة
".. ومن أسمائه تعالى الودود، الودود تعنى الكثير المحبة، وقد جاء فى سورة
هود: (إن ربى رحيم ودود) - سوره هود آيه 90 - .. وجاء فى سورة البروج: (وهو الغفور
الودود) - سوره البروج آيه 14 - " .
هذا عن المحبة العامة، أما المحبة الخاصة، فهى تقابل الرحمة الرحيمية .. وهذه محبة الله لأصفيائه من أهل قرباه، وهى خلاصة الخلاصة، وغاية الغايات فى العمل السلوكى، وهى التى بها تكتمل الحياة، وتصير جميعها حياة رحمانية، موصولة بالله .. والحياة والحب هما فى الأصل شئ واحد .. فالأصل فى الحياة هو الشعور وهى تبدأ من حياة حيوان الخلية الواحدة، الذى يشعر بوجوده وبما يتهدد وجوده، ثم تتسع الحياة إلى أن تصل فى قمتها إلى حياة الله الذى لا تغيب عن إداركه غائبة، لا فى السماء ولا الأرض.. وحصيلة الشعور هى الحب.. والشعور وظيفة الفؤاد .. والفؤاد يعمل فى القلب ومع أن الحب ضده البغض والكراهية غير أنه ليس للبغض مكان فى سويداء القلب، وإنما هو على حواشيه، كما سبقت إلى ذلك الإشارة .. وسبب البغض هو الخوف الناتج عن نقص العلم .. وقد سبق لنا أن ذكرنا أن حواشى القلب هى منطقة الإدراك الشفعى، وهى العقل .. فليس فى سويداء القلب إلا الحب، وهذا ما يجعلنا نقول أن الحب هو أصل الطبيعة البشرية التى تقوم على (أحسن تقويم) .. والتجربة فى السلوك الدينى كلها إنّما تهدف إلى الوصول إلى سويداء القلب لتفجير ينابيع الحب، الخصب الخلاق ، الذى به تتحقق الحياة الحقيقية، حياة الفكر والشعور".
هذا عن المحبة العامة، أما المحبة الخاصة، فهى تقابل الرحمة الرحيمية .. وهذه محبة الله لأصفيائه من أهل قرباه، وهى خلاصة الخلاصة، وغاية الغايات فى العمل السلوكى، وهى التى بها تكتمل الحياة، وتصير جميعها حياة رحمانية، موصولة بالله .. والحياة والحب هما فى الأصل شئ واحد .. فالأصل فى الحياة هو الشعور وهى تبدأ من حياة حيوان الخلية الواحدة، الذى يشعر بوجوده وبما يتهدد وجوده، ثم تتسع الحياة إلى أن تصل فى قمتها إلى حياة الله الذى لا تغيب عن إداركه غائبة، لا فى السماء ولا الأرض.. وحصيلة الشعور هى الحب.. والشعور وظيفة الفؤاد .. والفؤاد يعمل فى القلب ومع أن الحب ضده البغض والكراهية غير أنه ليس للبغض مكان فى سويداء القلب، وإنما هو على حواشيه، كما سبقت إلى ذلك الإشارة .. وسبب البغض هو الخوف الناتج عن نقص العلم .. وقد سبق لنا أن ذكرنا أن حواشى القلب هى منطقة الإدراك الشفعى، وهى العقل .. فليس فى سويداء القلب إلا الحب، وهذا ما يجعلنا نقول أن الحب هو أصل الطبيعة البشرية التى تقوم على (أحسن تقويم) .. والتجربة فى السلوك الدينى كلها إنّما تهدف إلى الوصول إلى سويداء القلب لتفجير ينابيع الحب، الخصب الخلاق ، الذى به تتحقق الحياة الحقيقية، حياة الفكر والشعور".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق