السنوسى فى مظاهرة بالخرطوم داعمة لمرسى
سر
المفاصله بين الوطنى والشعبى !
حديث الدكتور / على الحاج الناقد للمعارضه السودانيه بسبب وقوفها الى جانب
ثورة 30 يونيو المصريه ضد نظام (الأخوان المسلمين) بسبب انقلابهم على الديمقراطيه
وتعديهم على القضاء وأهانته وعدم احترامهم لأحكامه، وفتحهم السجون للأرهابيين
والمتطرفين ومنع الجيش المصرى من مواجهتهم والقضاء عليهم، مما استدعى تدخل الجيش
المصرى منحازا لشعبه فى 3/7/2013.
ذكرنى بقصة (المفاصله) والسر الدفين الذى لا يعلمه الكثيرون الذى جعل (الأخوان المسلمين) فى السودان ينقسمون الى جزئين (وطنى)
و(شعبى)، وواهم من يظن انهم غير ذلك وأن تنظيم (الأخوان المسلمين) هو الخاص بجماعة الشيخ (صادق عبد
الله عبد الماجد)، الذى يمكن
أن يكن فرعا من فروع تنظيم (الأخوان) الذى يعمل كالأخطبوط بعضهم فى المجال الدعوى أو السياسى وبعض فى المجال
الأجتماعى وآخر فى المجال (السرى) والعسكرى والأرهابى ولقد راينا فى (مصر) كيف أن
تنظيم الأخوان لا يختلف عن مجموعة (المرشد) أو حزب (الوسط) أو حزب (البناء
والتنميه) أو عن جماعة (بيت المقدس) التى تقوم بالعمليات الأرهابيه الآن وتقتل
الأبرياء، فى وقت ما كانت تفعل ذلك ايام حكم (مرسى).
واسباب الخلاف التى نشبت بين الشيخ حسن
الترابى وتلاميذه (المقربين)
مثل على عثمان محمد طه و(البعيدين) مثل الضابط عمر البشير كان بامكانهم تجاوزها
وأحتوائها فى مهدها كما نلاحظ الآن، فطالما (المنهج) واحد ويعمل على تأسيس دوله
ظلاميه متخلفه لا تعترف بالديمقراطيه والمساواة بين الناس وحقوق الأنسان،
فالأختلافات الفرعيه يمكن تجاوزها.
لكن الذى حدث ومنع (التصالح) والألتقاء بين الفريقين طيلة تلك الفتره واصبح الآن
ممكنا وله علاقة بثورتى 25 يناير و30 يونيو المصريتين، هو ما يلى:
كان نظام (مبارك) حتى قبل سقوطه بشهور
قلائل بمثابة المستشار الأول (لأمريكا) فى
المنطقه من خلال كآفة اجهزته السياسيه والبحثيه والأمنيه .. وبعد محاولة اغتيال
(مبارك) الفاشله فى اثيوبيا عام 1995، ووضع السودان فى قائمة الدول الراعيه
للأرهاب وحتى اليوم، صور (مبارك) للأمريكان أن (الترابى) هو الخطر الحقيقى علي
نظامه وعلى المنطقة كلها، ولذلك رغم أن (الترابى) كان خارج السلطه فلا هو أو اتباعه كان مسموحا لهم
بدخول مصر وآخر الذين
منعتهم الأجهزة الأمنيه المصريه من دخول (مصر) قبل سقوط (مبارك)، كان هو الأستاذ/ ابراهيم السنوسى الذى يشبه الترابى كثيرا، حيث بقى فى مطار القاهره وهو قادم من تركيا
لمدة 13 ساعه، رحل بعدها للخرطوم ولم يسمح له بدخول مصر، على الرغم من أن النظام
المصرى ظل يسمح (للبشير) وأركان نظامه وحزبه يدخلون الى مصر ومن بينهم اؤلئك الذين ساهموا فى محاولة اغتيال (مبارك) فى اثيوبيا لذلك ما كان مستغربا أن يشاهد (السنوسى) وهو يقود مظاهرة فى الخرطوم الى
جانب قيادات المؤتمر الوطنى، داعمه للأخوان المسلمين فى مصر ورافضة للموجه
(الثوريه) الشعبيه العارمه التى اطاحت بمرسى فى 30/ يونيو.
الشاهد فى الأمر أن مبارك كان يعتبر
(الترابى) هو العقل المدبر لنظام البشير وأنه الشخصية الأكثر خطوره فى التنظيم الأخوانى
الأسلامى السودانى، و(البشير) لا يعدو أكثر من ضابط عسكرى وتابع يمكن تهديده
وأخافته واملاء شروط عليه، وقد كان!
استدعى (مبارك) عمر البشير لمصر فى منتجع
شرم الشيخ، وقال له بالحرف الواحد وهو فى طريقه لأمريكا:
ادا اردت أن تبقى على كرسى الحكم وأن يبقى
السودان ولا يمسح من الخارطة، فعليك أن تنسى رجلا اسمه (حسن الترابى) وأن تبعده من
السلطه ومن مواقع اتخاذ القرار ..
وفعلا رجع البشير للخرطوم منفذا تعليمات (مبارك) وبدأت تدريجيا الخلافات (المصطنعه) تطفو على السطح على
العديد من الصور والأشكال والتى ادت فى النهاية الى ازاحة (الترابى) من المشهد
كلية، ورفض البشير اى وساطة لرأب الصدع ومن بينها وساطة ما كان من السهل عليه أن يرفضها
وهى التى قامت بها الجماعه الأسلاميه من كآفة الدول العربيه والأسلاميه، بقيادة
القرضاوى والزندانى والغنوشى وآخرين!
فما هو الجديد؟
الجديد هو غياب (مبارك) الذى اطاحت به ثورة 25 يناير والذى حذر
(البشير) وارهبه وحصل منه على كلما يريد من أجل مصلحة (مصر) .. أرض (حلائب) منذ 1995، مواقف داعمه لمصر فى المحافل الدوليه والأقليميه ما كان لنظام
(اسلامى) أن يضع يده فيها الى جانب (مبارك)، وآخر ما قدمه البشير لمبارك طائعا وذليلا اتفاقية (الحريات الأربع) من طرف واحد التى يتمتع بها المصرى حتى
اليوم من مختلف المهن ، اذا كان طبيبا أو مهندسا أو صحفيا أو لاعب كرة قدم أو حدادا أو نجارا أو
سباكا أو بائع شاورما، ولا يتمتع به سودانى حتى لو كان عالما!!
تاج السر
حسين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق