الثلاثاء، 4 فبراير 2014

الملك بين تكريم مستحق وتزييف الحقيقه!

                                                                             
تكريم ابن الباديه بين الواقع وادمان تزييف الحقيقه!
للأسف أصبحنا شعب يرفض الحقيقه بل نسعى لطمسها بأى اسلوب ونعادى من يذكرنا بالحقائق ويرفض تشويه التاريخ حتى لايحصل أحدهم على ميزة أو صفة  لا يستحقها.

الشاهد فى الأمر أن الفنان صاحب الصوت الجميل وعدد من الأغنيات الرائعه (صلاح بن الباديه) فعلا يستحق التكريم والتقدير الدى نظم له فى قاعة الصداقه قبل يومين لو لم يكن من وراء ذلك التكريم (غرض) لا يستبعد طالما كان من خلفه (الكوز) السموأل خلف الله، ومن زاوية شخصية أعتبر نفسى من ضمن معجبى (صلاح) وأضعه ضمن مجموعه مميزة من (المطربين) الذين احب الأستماع اليهم .. وصلاح بن الباديه مغنى لديه باقة من الأغنيات لها وقع خاص فى نفسى وعند الكثيرين، مثل (كلمه) و(ليلة السبت) و(زى القمر) و(فات الآوان) اضافة الى اغنيات أخرى لا تقل روعة من التى ذكرتها وهو مجيد لأداء فن المديح والأنشاد الدينى.

رغم ذلك فهناك العديد من الملاحظات حول (التكريم) العشوائى الذى عمل لصلاح بن الباديه، فهل يعقل أن يتحدث الكثيرون بصوره عشوائيه فى حفل التكريم لو كنا فى وطن يحترم نظامه نفسه؟ هل يعقل أن يتحدث مذيع حديثا عاما لا مقدما لفنان ثم يعقبه مدير الأذاعه ثم الفنان المكرم، يعقبه مساعد رئيس جمهورية النظام (عبد الرحمن الصادق المهدى) الذى نقل للحضور تحيات (رئيسه) عمر البشير ثم اعقبه مرة أخرى مذيع وعدد من المتحدثين دون مراعاة لبرتكول .. انها فعلا فوضى ظهرت من ربكة ورجفة (عبد الرحمن الصادق المهدى) فى حديث ختمه (بطبزة) كبيره حينما المح الى تكريم الفنان (محمد الأمين) فى اليوم الثانى من قبل ذات الجهة حيث قال سوف يكرم فى الغد الفنان (محمد الأمين خليفه)!!

وعلى كل فهل تلك مناسبه يقرأ فيها مساعد رئيس جمهورية النظام آيات قرآنيه ويسرد فيها احاديث نبويه وفتاوى عن عدم حرمة (الغناء) وأن الرسول (ص) كان يتابع (الأحباش) وهم يغنون وكأن احد غالطه فى ذلك .. ومعلوم لأبسط انسان مثقف أن لكل مقام مقال مثلما لكل زمان رجال .. وكما هو واضح فأن النظام (اضطر) لهذا الأهتمام المدعى الذى نراه بمجال (الفن) والطرب من أجل صرف نظر المواطنين عن المشكلات الأقتصاديه والضائقه المعيشيه اضافة الى خطاب رئيس (النظام) الأخير (اللغز)، خاصة والنظام فى ايامه الأولى أعلن على لسان احد كبار قادته (على عثمان محمد طه) أن مجالى الفن والرياضه ليس من اولياتهم، فقد كانوا مشغولين وقتها (بالجهاد) الذى اكتشفوا الآن عدم صلاحيته!

ومن زاوية أخرى فأن يحصل مطرب مثل (صلاح بن الباديه) غنى لأكثر من 40 سنه على سيارة موديل 2014 وغيرها من هدايا، فذلك أمر حسن وما قدم له من هدايا اقل مما يستحقه رغم اننا فى وطن  وظروف بائسه ويتضور الناس جوعا ويعانون من السل والملاريا والسرطان والفشل الكلوى والعديد من الأمراض، لكن أن يصل الأمر الى درجة تزييف الحقيقه بصوره بشعه وأن يقال بأن صلاح بن الباديه قد حصل على درجة دكتوراة فخريه من جامعة امريكيه، فذلك امر فيه شك كبير لأن الجامعات الأمريكيه لا أظنها تعرف (صلاح بن الباديه) وهو خريج (خلوه) لا باحث فى فن الغناء السودانى أو الأفريقى ولا اظنها يمكن أن تمنح درجة الدكتوراة ولو كانت شرفيه لأى انسان دون أن تعلم عنه الكثير، وتلك الدكتوراة المدهشه والمحيره ربما جاء بها راعى التكريم (جمال الوالى) من حر ماله مثلما حصل لنفسه وهو خريج جامعة بيروت فى مصر على درجة دكتوراة فخريه من جامعة الخرطوم، واصبح ينادى (بالدكتور) جمال .. فنحن اصبحنا فى زمن شراء كل شئ بالمال حتى درجة الدكتوراة التى يسهر النجباء لياليهم وتعمى عيونهم من أجل الحصول عليها.
اضافة الى ذلك فقد أذيع على الملأ وخلال حفل التكريم بأن الفنان/ صلاح بن الباديه قد الف خمسة كتب - مرة واحدة - (ماشاء الله تبارك الله) فصلاح بن الباديه كما ذكرت خريج (خلوه) يتحدث قليلا ولا يجيد الكتابه وجيلنا لا ينسى خلافاته مع شاعر أغنية (حليل ناس ليلى) الناقد الفنى سليمان عبد الجليل الذى كان يشرف على الصفحه الفنيه فى جريدة (الأيام).

فقد أرسل صلاح بن الباديه لسليمان عبد الجليل مقالا كتبه بيده قال له فى نهايته (دجاجة الشارع التى طردت دجاجة البيت)، يقصد أن سليمان عبد الجليل متطفل على مجال الفن والغناء، فما كان من سليمان عبد الجليل الا أن رد على صلاح بن الباديه بصورة قاسيه، حيث قام بنشر خطاب صلاح بن الباديه كما وصله، وكانت الأخطاء الأملائيه والنحويه فيه أكثر من 99%، ثم علق سليمان عبد الجليل قائلا هل يعقل هذا مستوى فنان يفترض أن يثقف الشعب ويعلمه .. وختم رده قائلا: (اذا كان صلاح بن الباديه يقبل بأن يكون دجاجة بيت فأنا لا اقبل لنفسى أن اكون دجاجة شارع)!

الشاهد فى الأمر ليس بالضرورة أن يكون (صلاح بن الباديه) عالم لغة، ويكفيه صوت جميل لكى يكون مطرب ومؤدى، لكن كذلك لا يجوز تزوير الحقائق وتزييفها، فصلاح لا يمكن أن يكون دكتور ولو شرفيا وصلاح لا يستطيع أن يؤلف صفحة واحده دعك من أن يؤلف خمسه كتب، ويكفيه ما وجده من تقدير وتكريم وثناء وسياره موديل 2014، وهل نحن شعب ادمن تغبيش الوعى وتزوير الحقيقه وبخلاف ذلك لا نكن كرماء وأوفياء؟
تاج السر حسين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق