الثلاثاء، 28 يناير 2014

الطاغية عمر البشير فى صورة جعفر نميرى!

                                                                                

                                                     البشير فى صورة النميرى!
أكثر المتشائمين من البسطاء وعامة الناس والمهتمين بالشان السياسى السودانى ما كان يتوقع أو يصدق أن يخرج خطاب (العمبلوق) المجرم والقاتل والفاسد (عمر البشير) الـذى يدعى انه (صحابى) و(ولى) من اؤلياء الله الصالحين، على ذلك الشكل خاصة بعد أن ارهق الصحفيون والمحللون السياسيون عقولهم لعدد من الايام وما تسرب عن انه يحتوى على قرارات مصيريه هامه، حيث توقع الكثيرون على الأقل أن يستحى هذا (الأحمق) وأن يخجل من نفسه بعد كل هذا الدمار والتخريب والفشل الممتد لمدة 25 سنه، فعل فيها كل شئ قبيح، حيث تسبب فى فصل (الوطن) قاصدا متعمدا الى دولتين ومزق باقى الأجزاء وأباد المواطنين وشتت شملهم وميز بينهم وأضطر الكثيرين منهم الى هجرة قسريه والى حياة المنافى والأغتراب، وكان الأقرب اليه من السودانيين هم الفاسدين والجهله والأغبياء والمنافقين وتجار الدين والدنيا.
ولقد حسبت بحكم ما قيل عن مرض عضال اصابه (اللهم لا شماته)، انه يريد أن يتطهر ولو قليلا من ذنوبه وخطاياه الجسيمه فى حق الشعب والوطن وسوف يقوم بتلاوة خطاب (تنحى) متبوعا ببكاء شديد – دون توقف - وأن يتخذ قرارا شجاعا يبعد فيه جميع الأرزقيه والمطبلاتيه والفاشلين وتجار الدين، خاصة فى احزاب (الفكه) الكرتونيه أمثال (الدقير) و(أحمد بلال عثمان) وآخرين لا يستحقون أن تذكر اسمائهم وسط كوم (العفن)!
ولكن هيهات .. فقد كان الخطاب (خدعة) كبرى وأكثر من عادى ولا يساوى قيمة الحبر الـذى كتب به، ويجب ان يضاف ذلك الخطاب الى جرائم (البشير) السابقه بسبب الوقت الدى اضاعه على المتابعين له، داخل القاعه وداخل السودان وخارجه، وكلما فى الأمر أنه ذكر الكبار وعرف الصغار بشكل ومحتوى خطابات (جعفر نميرى) رحمه الله وبرنامج بين (الشعب والقائد)، الذى كان يفند فيه فشله واخفاقاته فى ادارة الدوله السودانيه وبدلا من ذلك يدعى حقائق لا وجود لها على أرض الواقع غير عابء بما حل بالناس من ضيق وعنت اقتصادى ومعيشى مشابه لما يحدث اليوم اضيف له (فساد) أخلاقى أزكم الأنوف تمثل فى ابسط صوره فى (حفر) دخان يجلس فيها الرجال وفى اغتصاب خمسه (شباب) لأمراة أجنبيه ضعيفه وفى كتابات (أعلام) الغفله والزمن الردئ من الرجال والنساء.
 والسودان اليوم (معزول) مثل مريض السل والجرب وجوازه (منبوذ) ومواطنه غير مرحب به فى اى دوله، والنظام الحاكم بلا اصدقاء حقيقيين بين الدول العظمى أو الصغرى، رغم كل ذلك فلا زال رئيس النظام (مكنكش) فى السلطه ومتشبث بالكرسى وما نلحظه من علاقات ببعض دول الجوار يعود اما الى خشية تلك الدول من أن يعادوا نظاما شريرا متحالفا مع (الأرهاب) الدولى بجميع اشكاله ومصنف كداعم للأرهاب منذ عام 1995، فيقوم بفتح اراضيه الشاسعه الواسعه لكل من يهدد أمن وسلامة واستقرار تلك الدول .. أو ان الأنظمه الحاكمه فيها (تستغل) هذا النظام (الضعيف) وتستنزف موارده وثرواته وأراضيه طالما هو مرفوض من شعبه بل اصبح مرفوضا حتى من اصحاب (الوجعه) الذين حملوا السلاح ذات يوم وساهموا فى الأنقلاب الذى جاء بالنظام القبيح وشاركوا بقوه فيما كان يدعى (جهادا) ضد الكفره والمشركين والليبراليين والعلمانيين.
وبهده المناسبه فأن أهم الملاحظات على خطاب الأمس الخالى من أى قيمه انه لم يحتوى هده المره كعادة (رئيس النظام) فى خطاباته خلال 25 سنه، على المضامين (الدينيه) و(الجهاديه) و(لحس الكوع) والعنتريات التى ما قتلت ذبابه، وكأنه قد قرر اخيرا وبعد أن حكم (مزاجه) أو مزاج نائبه الأول (العسكرى) الجديد، أن يصالح سكان المقابر والنازحين والجوعى والمرضى والمحتاجين داخل السودان اضافة الى المهجرين والمشردين واللاجئين خارجه، رغم ذلك فشل لأنه لا زال يحمل فى دواخله كثير من (الكبر) والعنجهية والنفخه الكذابه!
وقد كان د. (حسن الترابى) الذى لا يختلف عن تلميذه (البشير) فى شئ وهو أستاذه وعراب هذا النظام (القبيح) اكثر الذين ظهرت على وجوههم من بين الحاضرين حالة من شرود الذهن والتوهان اضافة الى علامات الخيبه والأحباط ، حتى تشعر وكأنه كان يبكى بدون دموع أو هو فى حالة غيظ وغبن، (محنته) تقول انه يستمع الى كلام (فارغ) غير (متفق) عليه .. وأحيانا تشعر بأنه سوف يستغل دلك الموقف المتابع من الكثيرين داخليا وخارجيا فيقوم هاتفا ضد تلميذه الطاغيه كما فعل شرفاء الصحفيين والمعارضين بل يمكن ان يصل تخيلك الى أنه سوف يصفعه على وجهه أو يقذفه (بمركوب) قديم، ولكن الرجل وقد تخطى الثمانين لازال مكابرا ومتمسكا بمشروع (دينى) ثبت فشله وعدم صلاحيته لحكم الشعوب فى عصر الدوله (المدنيه) الديمقراطيه الحديثه ولا زال لديه عشم كبير فى الدنيا وحلم وأمل فى السلطه، التى حرم منها عن طريق (الديمقراطيه) بواسطة الشعب وعن طريق الأنقلاب العسكرى كامل الدسم الذى كان مخططه ومنظره الأول.
الشاهد أن خطاب (البشير) بالأمس لم يحمل اى جديد وليس له اى قيمة تذكر وأن كان فيه خير، فأنه (حرق) كل الزعماء الكرتونيين  والهلاميين كبارا وصغارا والى جانبهم اولادهم وكأنه كان يقصد ذلك وأن يحرق السفينه بما فيها.
والسياسيين والثوار الحقيقيين المدركين للأمور والذين يعرفون (منهج) النظام (الشمولى) الديكتاتورى أمتنعوا من حضور تلك الجلسه (الثقيله) السمجه التى تشعر بأن الملل منها ومن الحديث المطول قد تسرب الى جميع السفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسيه فى الخرطوم الذين تمت دعوتهم دون ذنب جنوه، وكلما فى الأمر أن حظهم اوقعهم لكى يمثلوا دولهم فى السودان!
جميع الشرفاء والثوار الحقيقيين كانوا يرون بأن (البشير) حتى لو أعلن تنحيه و(فكك) نظامه ودعا لحكومه ائتلافيه (حقيقيه) ولصياغة دستور دولة (مواطنه) مدنيه حديثه لا دولة (ملالى) ورويبضاء وأنبياء كذبه، ثم قام بابعاد جميع المنافقين والأرزقيه وتجار الدين، فكل ذلك لن يشفى غليل سودانى، تضرر بصورة مباشرة أو غير مباشرة من سوء افعال النظام ومن جرائم الأباده والتطهير العرقى والعنصريه والأقصاء والتهميش والفساد و(التمكين) .. ولن يصبح الخطاب ذو قيمه الا اذا فعل المجرم كل ذلك ثم قام بتسليم نفسه للمحكمه الجنائيه الدوليه فى (لاهاى) لكى تنظر فى امره طالما لا يتوفر قضاء عادل ومستقل داخل السودان.
وأخيرار .. اللهم لا شماتة مرة ثانية والفاتحه (للترابى) و(البركه فيكم) للصادق المهدى ومشكور (الصادق محمد عثمان الميرغنى)، مساعد رئيس جمهورية السودان (الشقيق) الدى جاء زائرا (للسودان)!
تاج السر حسين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق