البشير عجز عن توحيد
الشمال فكيف يوحد الجنوب؟
هذا الصراع الدموى وهذه الحرب المدمره الدائرة فى الجنوب هذه الأيام مؤسفه ومحزنه وليست فى مصلحة اى سودانى وطنى مخلص للوطن
السودانى الكبير فى الجنوب أو الشمال ولا يستفيد مما يجرى سوى اصحاب المصالح الذاتيه الضيقه ونظام يعانى اقتصاده وكاد أن يهوى ويسقط مثل نظام المنافقين
الفاسدين (تجار الدين) فى الشمال، لذلك هرول رئيسهم (سريعا) كى يجد لنظامه (ثغرة) يدخل من خلالها فى
الصراع ليتقاسم (كيكه) النفط مع أحد الأطراف المتصارعه هناك، خاصة والخبراء
الأقتصاديين أكدوا أن أكثر من 90% من ميزانية الشمال لعام 2014 تعتمد على رسوم
مرور بترول الجنوب عبر الأراضى السودانيه، ولذلك بدأنا نسمع دون شعور بالحياء أو الخجل عبارات نفاق مثل (أخواننا
الجنوبيين) .. و(السودان مفتوح لهم لكى يعيشوا فى اى مكان فيه) .. و(الحريات
الأربع ملتزمين بها من جانبنا) .. وكانها لم تكن ذاتها الألسنه العنصريه البغيضه النتنه التى كانت تتحدث بعبارات مثل (الله ريحنا منهم) .. وعن (الحقنه
التى سوف لن تعطى لهم فى المستشفيات) وعن الكثير من التصريحات والسلوكيات القبيحه
مثل (ذبح) ثور (كرامة) بيد (الخال الرئيسى) يوم انفصال الجنوب، ويومها كان ذلك (الخال) طالع فى (الكفر) والنجم الأوحد فى عالم صحافة الكراهيه
والقبح والجهل والنفاق والظلام.
الشاهد فى الأمر أن المجرم (عمر البشير) ..
كلما يهمه مما يجرى فى الجنوب أن يخرج بمكاسب وأن تحجم له المعارضه الشماليه ولا
تجد الدعم وأن تدفع بالقوه للقبول بشروطه حتى يصبح الحاكم الأوحد و(هتلر) زمانه،
الذى يأمر فيطاع، ومن أجل ذلك يمكن أن يزج (بقوات) من الجيش (النظامى) لتحرس مناطق البترول بل
لكى تحارب بجانب أحد الأطراف من أجل مصلحته لا من أجل مصلحة الجنوب وشعبه وأمنه
واستقراره ووحدته.
وعلى الجنوبيين جميعهم فى الحكومه والمعارضه
أن يعوا الأمر جيدا وأن يفوتوا على هذا العنصرى المجرم هذه الفرصه وأن يفتحوا عيونهم حتى لا يتم تسريب الجماعات الأرهابيه
الأسلاميه (المتطرفه) خلال هذه الفتره عبر الشمال الى الجنوب، خاصة والحدود مع (مصر) مفتوحه دون
رقيب أو حسيب، وحتى لا يتحول الجنوب مستقبلا الى حالة مشابهه لما يحدث اليوم فى
سوريا والعراق وحتى اذا اتفقوا
مستقبلا يجدوا انفسهم امام عدو جديد لا قدرة لهم على مواجهته انهكوا بلدا مثل
(مصر) بكلما لديها من امكانات وقوة عسكريه ضاربه.
وعلى الجنوبيين من الطرفين تحاشى ادخل نظام
الأباده والعنصريه والتطرف الدينى فى هدا الصراع – ولو كوسيط - فهم لن يساهموا فى
الحل بل سوف يزيدوا النيران المشتعله حطبا ووقودا .. وأى مخلص فى الجنوب أو الشمال
يعلم أن هذه الحرب لابد أن تتوقف بأى ثمن وبأى قدر من التضحيات والتنازلات، حيث لا
يمكن مطلقا أن يخرج منها طرف رابح حتى ادا تحقق له الأنتصار فى ميدان المعركه لفترة
من الزمن، سرعان ما تشتعل نيرانها من جديد وأخشى من استمرارها بعد دلك لأمد طويل وتصبح
السيطره عليها مستحيله بل ربما أدخلت الجنوب فى صراع لا يتوقف لنصف قرن من الزمان كالذى حدث بين الشمال والجنوب.
وهذا الحاكم الطاغيه المجرم القاتل (عمر البشير) عجز من توحيد (السودان)
بل عجز من توحيد (الشماليين) أنفسهم رغم كثير من عوامل التقارب والتلاقى بينهم،
فكيف يوحد (الجنوبيين) الدين يكرههم فى داخله ويرى انهم (حشرات) كما قال عنهم
بلسانه؟
على كل حال .. أن قتل نفس واحده لشئ محزن
ومؤلم، لكن الجنوبيين الطيبيين الدين تناسوا وغفروا للشمال جرائم الأباده لأكثر من
50 سنه فقدوا فيها أكثر من 2 مليون نفس، عليهم أن يتناسوا جراحات الايام الماضيه
والأرواح التى زهقت بكل مراراتها .. والحل فى ايديهم انفسهم لا فى يد طرف آخر، وهذا ليس وقت تصفية حسابات أو التخلص من رفاق الأمس الذين اصبحوا خصوم اليوم دون شك بفعل فاعل وعن طريق جهة لها مصلحه فيما
حدث.
تاج السر حسين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق