انفصل الجنوب بتآمر
النظام وضاعت حلائب بجبنه!
صديق مصرى عزيز كثيرا ما ننتاقش فى الأمور
والقضايا السودانيه المصريه العامة والخاصة، المتفق والمختلف عليها بكل شفافيه ووضوح
ودون شعور بالحرج، قال لى ذات مرة
وبالطريقه المصريه:
(معليش وبدون مؤاخده، مرسى كان يسعى لمنح غزه
لبتوع حماس وحلائب و"شلائت" للسودان)!
فضحكت وقلت له: (يا أخى انتو اولا اعرفوا
اسم المنطقه ثم تحدثوا أن كانت لكم أم لا)!
والأعلامى ابننا (أحمد موسى) صاحب برنامج
(الشعب يريد) الذى تشعر من
(سخونته) وحرارة قلبه بأنه سودانى أكثر مما هو مصرى وفى هذا الجانب كلام كثير عن اصول المصريين الحاليين ومن هو المصرى الاصيل
ومن هو الدخيل وكيف اصبح (الصعيدى) أو (النوبى) أحمد موسى (مصريا)، لكن وعلى كل
حال حينما حاول أن يتحدث عن (حلائب) لأول مره فى برنامجه المشاهد على نحوعريض أمضى
أكثر من 10 دقائق لتعريف المصريين عن منطقة (حلائب) واين تقع ومساحتها وما هى
الثروات المتوفره فيها.
ومشكلة اخواننا المصريين انهم دائما (يخزلون)
شرفاء الشعب السودانى واحراره ولا تهمهم كثيرا مشاعرهم وأحاسيسهم، فكلما يهمهم
الأنتصار لأنفسهم ولمصر بالحق أو بالباطل ومثلما يتعاملون مع مباريات كرة القدم كما
حدث فى لقاء (الجزائر) الشهير بأم درمان والذى ترك اثارا سالبه وجراحات بين الشعبين لا أظنها تندمل خلال وقت قريب
بل امتد اثر ما حدث فى تلك المباراة للبلد المضيف الذى لم يقدر المسوؤلين فيه صعوبة
استضافتهم لذلك اللقاء الحساس الذى كان اشبه بمعركة حربيه .. وللأسف شارك فى تلك الأزمه وفى ازدياد نيرانها، بدلا من اخمادها العديد
من المثقفين والنخب المصريه الذين لا علاقة لهم بكرة القدم ومن بين اؤلئك رجل مثل الدكتور/ مصطفى
الفقى، الدى يعد من كبار (المثقفين) والدبلوماسيين المصريين.
والموقف الوحيد الدى كان محترما ومقدرا هو
موقف الشاعر (جمال حمدان) والأعلاميه (منى الشاذلى) والأعلامى الكابتن (أحمد شوبير) فى بداية الأزمه وقبل أن يتعرض
للتهديد والأبتزاز
وهذا يتكرر الآن ويحدث بالضبط فى (مصر) حينما يأتى الحديث عن (حلائب) بين
العديد من المصريين (نخب) و(أعلاميين) وبسطاء، الكل يدلى بدلوه دون معرفه جيده بشكل
العلاقه بين السودان ومصر مند الأزل وبالدماء التى سالت والتضحيات من هنا وهناك وبتاريخ
تلك المنطقة (حلائب) وذلك الصراع،
فيختزلون (الحقائق) وكل حديث عن مثلث (حلائب) بالتسريب الذى خرج عند زيارة الرئيس الأخوانى المعزول (محمد مرسى) للسودان الدى
قيل انه صرح باعادة (حلائب) للسودانيين أو لوضعها الذى كانت عليه قبل عام 1995، أى للفترة التى أعقبت محاولة اغتيال
(مبارك) فى اثيوبيا وأتهم نظام (الأخوان) فى السودان بالضلوع فيها، فأستولى عليها
نظام (مبارك) بالقوه ومنع دخول اى جندى سودانى على أراضيها لأول مرة مستغلا موقف
المجتمع الدولى من نظام (السودان) ووضعه فى قائمة الدول الراعية (للٍأرهاب) .. ومنذ دلك الوقت صمت النظام (الجبان) فى السودان واعلامه الأرزقى
المأجورعلى شاكلة (الهندى عزالدين) وغيرهم من مطبلاتيه من التحدث عن سودانية
(حلائب)، فى وقت كنا نراهم (بأبرول) الدفاع الشعبى خلال غزوات (الجنوب) الجهاديه
والمعارك التى تدور مع (المقاومه) الشماليه السودانيه المسلحه، ولم نسمع واحدا
منهم تحدث فى رجوله عن (حلائب) وبذلك اصبح الحديث عن (حلائب) محتكر للأنظمه المصريه وللأعلام المصرى واذا تحدث مرة واحده سودانى عن (حلائب) حتى لو كان من اهل بورتسودان أو
شرق السودان التى تنتمى لها المنطقه تناولته الأقلام والألسن المصريه بالذى فيه وما ليس فيه.
عليه ومثلما ضاع (الجنوب) العزيز بسبب تآمر
القوى (الأسلاميه) التى ظنت أن التخلص منه وأنفصاله يتيح لها حكم (شمال) السودان
(منفردا) وتطبيق (شريعتهم) دون مضائقات، كذلك ضاعت (حلائب) بسبب جبنهم وخوفهم من غضبة مصر منذ عام 1995 وما لا يعلمه المصريون أن (حلائب) لا يتحدث السودانيون عن
أنها سودانيه بعد زيارة (مرسى) وأنما منذ الأزل.
والدى يعلمه النشطاء السياسيون السودانيون
من مختلف الأتجاهات أن الرئيس المصرى الأسبق (حسنى مبارك) كان أكبر داعم لبقاء
(البشير) و(أقزامه) فى السلطه، لأنه نظام (ضعيف) وراجف يستطيع من خلاله أن ينفد أجندته
وتعليماته وأوامره ولا يقف ضده ويضمن تأييده الدائم فى المحافل الدوليه .. ولو كان
(مبارك) موجودا اليوم لأصبح موقف (البشير) مختلفا فى مسألة سد (النهضه) الأثيوبى
ولدعم مصر بدون أدنى تحفظ، اذا كانت على الحق أو على الباطل.
الشاهد فى الأمر لقد سبق أن نشرت أقتراح
واقعى وعملى وموضوعى حينما كنت أعيش داخل مصر، قلت فيه نحن لا نشك فى أن (حلائب) سودانيه
100% ارضا وشعبا ولغة وثقافة وتاريخا، ونحن نعلم أن السودان فى زمن (الأنقاد) ضعيف
ومريض ولا يملك جيشا يستطيع مواجهة الجيش المصرى الذى تدعمه امريكا سنويا بحوالى مليار ونصف دولار، لكن الظلم قد يؤدى
بالضعيف للأستعانه بمن ينصره وهذا باب يفتح التدخل الأجنبى فى المنطقه وهدا ما لا نتمناه ولا نريده ..
لذلك أرى أن يتقدم البلدان من خلال خبراء قانون وتاريخ بالنزاع لمحكمه
دوليه محائده تفصل فيه وأن يتقدم كل طرف بوثائقه ومستنداته، وبعد أن تفصل المحكمه فى
النزاع وتحدد البلد صاحب الحق فى تلك المنطقه يتفق الطرفان على تحويلها لمنطقة
تكامل وتجاره حرة بين البلدين يستفاد منها الشعبان بغض النظر عن مواقفهما السياسيه،
فلم يصدق أقزام النظام أنفسهم وسرعان ما سرقوا ذلك الأقتراح وتبنوه وصرحوا به، لكن (مبارك) الجمهم الصمت، فلم يتحدثوا عنه مرة
أخرى بأى شكل من الأشكال وظلوا يرددون فى (خيابة) وعدم نخوه:
"بأن
النزاع حول (حلائب) لا يمكن أن يحملنا للأختلاف مع (مصر)" .. قال بذلك كآفة المسوؤلين فى النظام وردده سفيرهم فى مصر ومن خلفه مدير مكتب
(المؤتمر الوطنى) المطرود من مصر قبل عدة ايام، فما هو الجديد الان؟
الجديد هو الشعب أن المصرى أرسل رفاقهم
وأخوانهم الى مزبلة التاريخ، ولذلك بدأوا يتحدثون عن (حلائب) الآن فقط، وهذا يؤكد أن أخ (الجماعه) عندهم أهم من أى سودانى بل أهم من الأراضى
والأعراض السودانيه.
بناء على كلما تقدم .. على الأخوان والأصدقاء
فى (مصر) مرة واحد أن يتخلوا عن (الأنانيه) وعن حب النفس وعن الرغبه فى تحقيق
(الفوز) والأنتصار بالوسائل المشروعه وغير المشروعه، فنحن لسنا (مغفلين) حينما كنا
ولا زلنا نقف الى جانب مصالحهم .. ومصلحة السودان فى (انانية) ومن الزاويه
الأستراتيجيه فى أن تكون (مصر) ضعيفه ومنهكه كما كان يرى نظام (مبارك) مصلحته فى
السودان ولذلك دعم نظام (البشير) وسانده رغم كراهيته لهم (كأخوان) لكننا لم ولن نفعل
ذلك بل وقفنا الى جانبهم بكل قوة وصدق بمشاعرنا واحاسيسنا وأقلامنا لكى
يتخلصوا من (الأخوان) الذين كانوا سوف يعزلون (مصر) ويقسمونها ويجعلونها معرضه للحصار
الأقتصادى ولوضعها فى قائمة (الأرهاب) وربما للتدخل الأجنبى تحت الفصل السابع أو
غيره .. وعليهم أن يعلموا بأن الأستيلاء على (حلائب) بالقوه أمر يطعن قلب كل
سودانى ويجعله يشعر بكراهية (مصر) .. ولذلك تمنيت يوم لقاء (الجزائر) أن يختار (منتخب) مصر مكانا لأداء
مباراته خلاف أرض (السودان) فتلك القضيه اضافة الى مذبحة (اللاجئين) السودانيين فى ميدان مصطفى محمود فى 31/ ديسمبر/ 2005،
اذا لم يعاد النظر فيهما من جديد وعلى نحو مختلف وشفاف وأن يفصل فى
القضية الأولى عن طريق المحاكم الدوليه و(القانون) لا بالصوت العالى وبافتراءات
جاهل حاقد مثل (هانى رسلان) الذى عمل ارزقيا لنظام (البشير) ومدافعا عنه داخل مؤسسة الأهرام حتى لقبه
المصريون داخل تلك المؤسسه (بسيف الأنقاد المسلول)، ولم يتغير أو يتبدل موقفه الا
بعد سقوط (مبارك) وتنكر (اقزام) نظام (الأنقاد) له فى السودان وبعد اساءته واطلاق
التصريحات الكاذبه التى
تقول انه كان يعاكس النظام (الأخوانى) فى السودان ويعمل ضده، و(مبارك) وعلى لسان
المرحوم (عمر سليمان)، كان يقول (سقوط نظام البشير خط أحمر)! ولذلك ما كانت المعارضه السودانيه فى مصر تستطيع أن تفعل أكثر من الحديث
(المحدود) ضد النظام بل كان معلوم لجميع السودانيين أن عودة المعارضه من مصر وتفكك
(التجمع الوطنى الديمقراطى) السودانى كان السبب فيه نظام (مبارك) لأنه من خلال
نظره (برجماتيه) و(مصلحيه) كان يرى وجود نظام (ضعيف) وهزيل فى السودان يحقق مصلحه
كبيره لمصر وهذا ما لا نفعله ولا نفكر فيه كسودانيين.
وعلى الأخوه فى (مصر) قبل الحديث عن
(حلائب) بهذه الصوره التى تسئ لأى مواطن سودانى أن يرجعوا ويذاكروا تاريخ هدا الصراع وكيف ومتى بدأ .. وماذا كان موقف الرئيس المصرى (جمال عبد الناصر) حينما ذهب رئيس الوزراء السودانى (عبد الله خليل) فى نهاية الخمسينات الى (حلائب)
وتناول على ارضها الطعام مع جنوده السودانيين.
ثم عليهم أن يراجعوا الصحف (القوميه) والوثائق
والمستندات المصريه، التى اورد جزء منها اعلاه لكى يعلموا بان (حلائب) تتأكد
سودانيتها من خلال تلك المستندات المصريه قبل الرجوع لدار الوثائق السودانيه التى
ساهم جزء مما فيها بتأكيد (مصرية) طابا فى النزاع مع اسرائيل !
والسؤال المهم هنا لماذا وافقت مصر على عرض ذلك النزاع المصرى - الأسرائيلى أمام محكمه، بينما ترفض ذات الموقف مع (السودان) حول حلائب؟
هل نحن لا زلنا فى زمن القوى يأكل الضعيف
ويغتصب حقوقه؟
وعلي الأخوه فى مصر ان يكونوا امناء
وصادقين وأن يعترفوا بأنهم لم يعرفوا (حلائب) ولم يسمعوا بها قبل أن يتم تسريب
حديث (محمد مرسى) عنها فى السودان وكلى ثقة لو اجريت مسابقه اليوم فى مصر عن تحديد
مكان حلائب لجاءت الأجابه من 85 مليون مصرى على الأقل بأنها فى الحدود مع (ليبيا)
أو بالقرب من (السويس)!
وكراهية غالبية المصريين (لمرسى) و(للأخوان
المسلمين) ونيتهم فى منح (سيناء) لجماعة (حماس) يجب الا تحملهم للمساواة بينها
وبين (حلائب)، واللا يصبح الحديث مجرد (خلط) للأمور بعضها البعض ومثلما يريد كاتب
رياضى (مصرى) انتقاد النادى الأهلى فيجد نفسه لابد أن ينتقد نادى الزمالك!
تاج السر حسين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق